الفصل الثاني

67 14 13
                                    

"الفراق ووجعه، ليس فقط للأحبة كما يعتقد البعض؛ فهو يكتب على أي علاقة مهمًا كانت، ولكن الاختلاف في نهاية هذا الفراق، هل سيكون بداية لشيء أفضل أم معادلة أُخرى لم تكن في الحُسبان.."

***************************

بعد أن أغلقت "حفصة" الخط في وجه صديقتها هبطت من على السفرة حيث كانت تجلس عليها وأمامها العديد من أنواع الفواكهة المتعددة، وتقدمت نحو غرفة أخيها الأصغر وكعادتها قامت بفتح الغرفة دون أن تطرق وبمجرد رؤية شقيقها شهقة بفزع قائلة:_ يا نهـاري أنت بتذاكر يا أبو صلاح، يا خسارة تربيتي فيك يا بني!!

نهض أخيها بفزع قائلًا:_في إيه يا بنت المجنونة خضتيني!
تقدمت منه وأردفت ببكاء مصطنع:
_بقا أنا أعيش عمري كله أعلمك الانحراف وأنت، أنت تضيع تعبي كدا يا واطي..
رفع حاجبيه:_لا والله!

وقفت أمامـهُ وأخذت تقول بجدية زائفة:
_نفسي أدخل عليك القيك بتلعب بلاستيشن، أو حتى على الأقل بتكلم مُزة على إنها واحد صاحبك عاوزاك تفرح قلبي كدا بيك يا جدع مش قاعد تذاكر يا سي مازن..

جلس مازن مرة أخرى أمام مكتبه وهو يهز رأسه بقلة حيلة من شقيقته المجنونة تلك وأردف دون أن ينظر لها:
_أخرجي برة يا حفصة وأقفلي الباب وراكِ، أنا مش فاضي لهزارك السخيف ده دلوقتي..

وضعت يدها في خصرها مرددة بتكبر:_على فكرة أنا أختك الكبيرة يعني لازم تحترمني..
رفع نظره لها فتراجعت للخلف قائلة:_أو متحترمنيش مش مهم، استأذنك بئا يا هندسة، مش عاوزه أي حاجه، صح؟ طب سلامو عليكم..

وخرجت من الغرفة سريعًا بينما ابتسم أخيها وأكمل دروسهُ فهو في عامه الثالث في كلية الهندسة المعمارية، وطبعه خلاف أخته نهائيًا حيث أنه هاديء الطبع يمتلك شخصية قوية ورزين، يحُب دراسته كثيرًا فهو لديه هدف يسعى لتحقيقه، وبرغم هبل شقيقته وجنانُها؛ فهو لا يتحمل يومٍ بدون هزارها السخيف ذاك..
أم خارج الغُرفة تنفست حفصة بعمق هامسة:_أخويا ده مرعب يخربيته، بس خمسة عليا مسيطرة بردو..

وأمسكت لايقة بجامتها كنوع من الكبرياء، ولكنها شعرت بيد والدتها وهي تمسكها من خلف عنقها كالسارقة وأردفت بهِ بغضب:
_أنتِ يا بختي الأسود، إيه اللي عملاه على السفرة ده يا بت؟
نظرت إلى والدتها ببتسامة بلهاء:_حبيبتي يا نوجا فينك يا شيخة من بدري؟

ضربتها بقوة على رأسها:_بلاش الشويتين دولي يا خلفة منيلة واخلصي رتبي اللي عملتيه ده وانزلي هات الحجات دي..

انتهت والدتها من الحديث وهي تعطيها ورقة مطوية، وتركتها وذهبت قبل أن تسمع ردها، بينما نظرت حفصة للورقة بيدها مُردفة بهمس:_دا لو مخلفة سُلحفة كانت هتحترمها أكتر من كدا والله، إيه الأم القاسية دي..

أتى صوت والدتها العالي من الداخل:
_خلصي يا زفتة بدل ما اجيلك..
أجابتها حفصة بنبرة مماثلة:_حاضر يا ست الكل، يا نبع الحنان..
وركضت سريعًا حتى تنفذ المطلوب منها قبل أن تُعاقبها والدتها كالعادة، حيث ستُحرم من جميع ملاذاتها اليومية والذي تتكون من أنواع الفواكهة العديدة بجانب الشكولاتات والتسالي التي لا تستغنى عنها نهائيًا..
*****************************

رواية سر خفي الجزء الأولWhere stories live. Discover now