رواية سر خفي الجزء الأول

الفصل السابع

"ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺗﻘﺘﻠﻨﺎ ﺑﻞ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻻ ﺷﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺎﺽ ﺑﻪ ﺍﻷﻟﻢ، ﻓﻼ ﻫﻲ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻨﺎ"..

*************
يجلس على مقعده بكبرياء لا يليق سوى بهِ غموض يملأ ملامحـهُ التي يملأها علامات الشيب ولكن شيب الروح كانت أعمق وأقوى، فعندما تفقد الروح رونقها يصبح الجسد بلا ميزة سوى أنه يسير في طريق مرسومة بالانتقام..
أتى صوت الواقف أمامهُ أخرجهُ من بحر ذكرياته المؤلمة
_ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﻱ ﻟﻐﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ..

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﺑﻐﻤﻮﺽ ﻣﺮﺩﻓًا_:ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﺇﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﺶ ﺑﺎﻟﻐﺒﺎﺀ ﺩﻩ..
ﺗﺴﺎءل ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺘﻌﺠﺐ: _ﺑﺲ ﺃﻛﻴﺪ ﻫﻮ ﻋﺮﻑ ﺣﺎﺟﻪ ﺧﻠﻴﺘﻪ ﻳﻠﻐﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺑﺴﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪًﺍ! ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺟﺎﺳﻮﺱ أدهم؟

ﺃﺭﺩﻑ ﺑﺜﻘﺔ: _ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺩﺍ ﺃﻛﻴﺪ
ﺗﻨﻬﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻠًا ﺑﻌﺠﺰ:
_ﺃﻧﺎ ﺗﻌﺒﺖ، ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺇﻥ ﺳﻠﻴﻢ ﻫﻴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺩﻩ ﻭﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ، ﻭﻭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻀﻞ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺩﻱ ﻳﺒﺎﻥ بق ﻭﺍﺭﺗﺎﺡ..

ﻧﻈﺮ ﻟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻗﺎﺋﻠﺎ_:ﻣﺶ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺩﻱ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ انتظرنا ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺩﻱ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺶ ﻫﻨﺴﺘﻨﻰ ﻛﻤﺎﻥ ﺷﻮﻳﺔ..

ﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﻮﺟﻊ_:ﻣﻌﺘﺶ ﻗﺎﺩﺭ ﻳﺎ ﻗﺎﺳﻢ ﺑﻴﻪ..
ﺭﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺍﻣﻪ ﻣﺮﺩﻓﺎ ﺑﻐﻤﻮﺽ ﻭﻗﻮﺓ:
_ﻫﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺳﺎﻟﻢ ﻗﺮﻳﺐ جدًا ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺩﻩ ﻫﻴﻨﺘﻬﻲ!

ﺃﻭﻣﺄ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ، ﻓﻴﺒﺪﻭ ﺃﻥ اﻟﻘﺎﺩﻡ ﻻ ﻳﺒﺸﺮ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ نهائيًا!!

***********
_ﺃﻧﺖ ﺍﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﻱ فعلًا؟
ﺃﺭﺩﻓﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻠﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻋﻤﻴﻖ ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﺰﻣﺘﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻰ ﺣﺎﺗﻢ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ جميعًا، ﺍﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻰ ﺳﺆﺍﻝ ﺧﻠﻮﺩ ﺣﺘﻰ أدهم ﻭﺳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﻟﻠﺘﻮ، ﺭﻓﻊ ﺯﻳﻦ ﻧﻈﺮﻩ ﻟﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺄﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻇﻞ ﻳﻨﻈﺮ إليه ﺩﻭﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺷﺮﺩ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ..
ﻓﺄﺭﺩﻓﺖ ﺳﺮﻳﻦ ﺑﺴﺘﻨﻜﺎﺭ:
_ﺳﻠﻴﻢ ﺃﺑﻮﻩ ﺇﺯﺍﻱ؟

ﻭﺟﻬﺖ ﺧﻠﻮﺩ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻟﺴﺮﻳﻦ ﻭﻧﻬﻀﺖ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﺗﻬﺎﻡ:
_ﺍﻳﻮﺓ ﺯﻳﻦ ﻃﻠﻊ ﺍﺳﻤﻪ ﺯﻳﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺭﻱ، ﻭﺳﻠﻴﻢ ﻳﺒﻘﺎ ﺃﺑﻮﻩ ﺑﺲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ بق ﻟﻴﻪ ﻋﺎﻭﺯ ﺗﺪﻣﺮ ﺃﺑﻮﻙ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﻪ ﺑﻴﻌﻤﻠﻬﺎ بس دا والدك في الآخر..
ﻧﻬﺾ ﺯﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭﺃﺭﺩﻑ ﺑﻐﻀﺐ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻷﻟﻢ:
_ﺳﻠﻴﻢ ﻣﺶ ﺃﺑﻮﻳﺎ ﻭﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﺃﺑﻮﻳﺎ..