الفصل الثالث

1.3K 164 34
                                    


الفصل الثالث

أطرقت " رقة " على زجاج باب السيارة باستغاثة، لحظة واحدة تفصلها عن إنقاذ شقيقتها.

ظلت تطرق بإستماتة على الزجاج للجالس بالمقعد الخلفي من السيارة، وينظر بتمعن بحاسوبه وبأذنيه سماعة لا سلكية يبدو أنه يستمع لأحدهم من خلالها، وبلحظة تحركت السيارة وإزدادت سرعتها وذلك جعل رقة يختل توازنها وتسقط على الأرض وهي تحاول مجارتها .. وعند سقوطها أرضاً ارتطم كف يدها بحجارة حادة الطرف مما جعلها تتأوه بألم ودموع وكفها بدأ ينزف بغزارة رغم بساطة الجرح !!.

نظرت رقة ليدها النازفة بدموع وصمت، ولكن دموعها كانت على ضياع الفرصة الأخيرة للتحدث معه وإنقاذ الموقف، فأسرع إليها أحد الحرس وقال :

_ أنتي كويسة ؟

بكت رقة بحرقة وهي تنظر ليديها النازفة بالدماء، ونهضت بالكاد وأخذها الحارس لتجلس بالمدخل حتى يستطع تضميد جرحها وقال :

_ أنا هتصل بالسواق بتاع أشهد بيه أقوله، البنت ايديها بتنزف جامد!.

وجدتها رقة فرصة ذهبية وتظاهرت بالألم الشديد، وحاول الحارس إجراء الإتصال عدة مرات حتى أجاب السائق أخيرًا بعدما وصل أشهد لمنزله ... وقال :

_ أيوة يا اسماعيل في إيه ؟

روى له الحارس أسماعيل الأمر ، فقال السائق بدهشة :

_ أنا شوفتها بس مخدتش بالي إنها وقعت !! .. كنت بحسبها واحدة متسولة ومكنش ينفع أوقف العربية عشانها !! ..

قال الحارس له :

_ هي كانت عايزة أشهد بيه في حاجة ، قوله دلوقتي ..

ارتبك السائق وقال بقلق :

_ لو أشهد بيه عرف ممكن يتعصب عليا يا أسماعيل !

قال الحارس بحدة :

_ والبنت قاعدة ومستنية أشهد بيه يجي زي ما وعدتها ، قوله عشان لو ما قولتلهوش هتصل بالبيت وأقوله.

أغتاظ السائق من الحارس أسماعيل وشعر أنه يرد له إساءة قديمة بينهما، فأجاب بعصبية :

_ ماشي هقوله ، بس خليك فاكرها كويس.

ابتسم أسماعيل بانتصار وشعر أنه رد له الصاع، وانتظرت رقة على أمل مقابلته.

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

أخذ أشهد دشا سريع وخرج من حمام غرفته عاري الصدر وبدأ يرتدي حلة رمادية أنيقة لسهرة اليوم مع بعض رجال الأعمال، حتى انتبه لنقر على باب غرفته فسمح بالدخول بعدما أنتهى ووقف يمشط شعره أمام المرآة ... وقال أحد الخدم الرجال :

_ السواق عايزك يا بيه

تعجب أشهد ونزل للطابق الأرضي ليجد السائق في انتظاره والقلق مرسوم على صفحة وجهه فسأله عن الأمر .. وأخبره السائق أمر الفتاة المجهولة التي أصيبت، فدهش أشهد وقال :

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now