الفصل الثامن

1.3K 152 33
                                    


الفصل الثامن

دهشت رقة وفغرت فاها من ختام جملته، كأنه كان يستمع لحديثها مع شقيقتها.

وعندما لاحظ دهشتها مما قاله أضاف بابتسامة صادقة:

_ أنا معايا عربيتي .. بس حابب إننا نتمشى شوية في الطريق، بقالي فترة كبيرة أوي ما اتمشيتش في الشارع .. إيه رأيك تتمشي معايا ؟

مسحت رقة عينيها من الدموع واجابت بابتسامة :

_ موافقة .. بس هتصل بأختي اطمنها عليا ..

واجرت رقة إتصالًا هاتفيا على شقيقتها من هاتفها، وراقبها أشهد باستمتاع وابتسامة لم تفارق محياه .. وبكل لحظة كانت تتردد كلماتها الرقيقة الصادقة داخل رأسه .. وعندما انهت رقة الاتصال نظرت له فجأة فوجدته تائها بعض الشيء بها .. فابتسمت بارتباك وقالت متجنبة النظر له بحياء :

_ أخوك حازم بيوصلهم على البيت ..

دعاها أشهد بابتسامة ليواصلا سير الطريق معا، فسار بجانبها بخطوات بطيئة وهو يضع يديه بجيوب بنطاله .. حتى سألها بهدوء :

_ هسألك سؤال مش من حقي اسأله .. بس عندي فضول أعرف إجابته.

نظرت له رقة بتعجب وهي تسير بجانبه وقالت :

_ قول وهجاوبك بصراحة ..

تريث أشهد للحظات ثم نظر لها نظرة جانبيه وقال :

_ أنتي حبيتي قبل كده ؟ .. قبلي.

ابتسمت رقة له وقالت بصدق وتأكيد :

_ لأ محبتش قبلك .. دي أول مرة والله.

وتوقفت عن السير بذهول عندما ادركت إنها تقريبًا اعترفت له بحبها له، ومن ابتسامته الواسعة تبينت إنه أوقعها في الفخ ببساطة، واستمرت ابتسامته بمكر عندما عادت للسير بجانبه والخجل كسا وجهها .. وعجبًا إنها قالت بهدوء :

_ أنا بقا مش هسألك .. لإن أكيد الإجابة أيوة .. مش معقول واحد زيك كانت كل حياته شغل وبس !.

تنهد أشهد بعمق واعترف بصدق :

_ من ٧ سنين .. وحياتي كلها بقت شغل وبس، قبل كده كنت زي أي شاب عادي .. بيفكر في ارتباط واستقرار وبيت مع إنسانة بيحبها ..

قلقت رقة من إجابته وقالت :

_ وايه اللي اتغير في ٧ سنين دول ؟!

شرد أشهد للحظات وزاغت عينيه للبعيد، وبدت صفحة وجهه بلا تعابيير وغير مفهمومة ! .. حتى أجاب وقد اختفت الابتسامة من وجهه :

_ دوام الحال من المُحال ... اكتشفت أن الحياة مش بالسهولة اللي كنت فاكرها، وأن الوعود ممكن تتنسي بين يوم وليلة .. والحب بيوجع أكتر ما بيفرح ..

وابتسم بسخرية من نفسه وقال ببعض الشرود :

_ اكتشفت إني كنت مغفل ومش فاهم .. وأول قرار خدته لما فوقت ركنت القلب ده على جنب وشغلت دماغي .. ولما عملت كده بقيت أشهد شاهين .. اللي قدامك ده.

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now