الفصل الرابع

995 127 18
                                    

الفصل الرابع

وابتسم أشهد مرةً أخرى عندما لاحظ الصدمة الظاهرة على شقيقة "رقة" .. وتعجب بآنٍ واحد، المفترض أنها تعرف نتيجة مقابلة الأمس وتتوقع ما قاله!

ولكن تلك الصدمة توضح إنها لا تعرف أي شيء .. !

بينما ارتمت نيللي على مقعدها في ذهول، لم تشك لحظة واحدة أن تلك الخطوبة عبارة عن كذبة !

أما الآن فأشهد شاهين ذاته قد أكد الأمر أمام الجميع !!.

وكانت حالة كلا من رباب وكرما لا تقل عن نيللي من قوة الصدمة!..

أما شهد فقد دخلت بنوبة ضحك هيسترية وهي تشك أنها تحلم، فقالت لها صديقتها نور بذهول :

_ انتي كنتي بتكدبي عليا يا شهد ومخبية أن الخبر صحيح ! .. فهميني بقا ؟!

قالت شهد بعد موجة ضحك قوية :

_ مش لما افهم أنا الأول .. طب وربنا شكلي بحلم ودقيقة وهلاقي رقة بتصحيني وتقولي قومي يابت افطري وروحي الجامعة !.

قرصتها نور بغيظ في ذراعها وقالت :

_ لأ مش بتحلمي ... أشهد شاهين قدامك بشحمه ولحمه وقال بلسانه أن اختك رقة تبقى خطيبته .. يا بنتي ده عارف حتى اسمك الخماسي واسم أختك !.

قطبت شهد جبينها من الحيرة والتساؤولات .. وقالت بصدمة :

_ طب أزاي ؟! إيه الواقع الجميل ده ؟!.

ولكن حينما وقعت عينيها على مظهر نيللي ورفقاء السوء وهن جالسون ووجوهن مسودة من الصدمة والحرج ضحكت شهد مرةً أخرى وهي تشير عليهن والفتيات حولها يخفين ابتسامتهن من مظهر نيللي وصديقتيها المثير للشفقة، ثم قالت لصديقتها نور بضحكة :

_ أنا مش عارفة هما التلاتة مصاحبين بعض أزاي ؟ ... طايقين غتانة بعض أزاي مش قادرة افهم؟!

استدارت لها كرما وقالت بحقد :

_ صحاب وأخوات وهنفضل كده ... مالكيش دعوة أنتي يا غلاوية !.

انفجرت شهد بالضحك وقالت بصوتٍ عال وبسخرية:

_ خنفسة شافت عيالها على الحيط .. قالت ده لولي وملضوم في خيط .. مثل اتعمل عشانكم والله.

وضحكت بسخرية ثم قالت بتحذير :

_ ما تسكتي أحسنلك ! .. هتتكبسوا اكتر من كده إيه؟!...

ارتفعت أصوات الضحك من الفتيات حول شهد وشاركتهن في ذلك، ولكن عندما رأت شهد أن أشهد قد نهض وقرر المغادرة بعدما صافح بعض هيئة التدريس نهضت وقالت بثقة وابتسامة واسعة :

_ أما أقوم أسلم على خطيب أختي ... يـــا أشهد، يا جدع أنتظر ده أنا أخت رقوقة أجمل صدفة في حياتك ...

وانفجرت شهد بالضحك عندما اشتد الغضب على وجه نيللي وصديقتيها، ثم ركضت خلف أشهد قبل أن يغادر، ولكن من سرعة خطواته وهو يتوجه خارجًا لم تستطع ملاحقته حتى توقف أشهد فجأة، ودهشت شهد عندما وجدت شقيقتها رقة تقف أمام مبنى الجامعة وعلى وجهها بعض القلق، إلًا أن هذا القلق قد تبدل بحمرة الخجل والحياء والأبتسامة المتوردة عندما وقعت عينان رقة على أشهد، والأخير قد قابلها بابتسامة لطيفة والصادم أنه ترك سيارته وتوجه نحوها !!... فغرت شهد فاها من الصدمة، ثم قالت وهي تغلق عينيها وتفتحها من الذهول :

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن