الفصل السادس

933 129 27
                                    


الفصل السادس

وبالمنزل القديم للشقيقتان ..

فغرت شهد فاها من الذهول عندما أخبرتها رقة بعرض الزواج الحلم هذا، ثم على حين غرة نهضت شهد وظلت تطلق الزراغيد من فمها بسعادة شديدة .. وضعت رقة يدها على أذنيها وقالت بإنزعاج :

_ بطلي اللي انتي بتعمليه ده !!

توقفت شهد وهي تسحب رقة من مقعدها وتهزها بضحكة عالية وفرحة :

_ أبطل إيه بس ده أنا هفضل أزغرد لحد ما الم المنطقة بحالها عليا، .. يابت أشهد شاهين بنفسه اتقدملك وعايز يتجوزك أنتي واعية للي بتقوليه ؟! ... ومش عايزاني أزغرد ؟! طب لوووولي..

وظلت شهد تزغرد بطريقة متواصلة لمدة ١٥ دقيقة ووضعت رقة يدها على اذنيها مرة أخرى ولكن تلك المرة كان يتخلل إنزعاجها ابتسامة اقتحمت روحها وقلبها وشفتيها.. ثم ضمتها شهد وقالت بمحبة شديدة وسعادة :

_ الفرحة مش سيعاني يا حبيبتي .. مش بس عشان هتتجوزي ، عشان هتتجوزي واحد أنا متأكدة إنك هتكوني مبسوطة أوي معاه .. ومش هنكر إن الواحد ده بالذات بقا هو أشهد شاهين .. ده حلم كل البنات، وأنتي في خمس دقايق مقابلة سرقتي عقله وقلبه يا رقوقة البرقوقة، ده أنتي طلعتي أنثى خطرة يابت !.

أنزلت رقة يديها المرتجفتان بابتسامة مرتبكة، ثم قالت ببعض القلق والتعجب الذي كسا وجهها وعينيها فجأة :

_ بس يعني .. ده لسه شايفني من كام ساعة .. لحق يحبني وكمان يقرر يتجوزني ؟؟ مش غريبة دي !.

اجلستها شهد ثم ضمت يديها المرتجفتان برقة وقالت :

_ اللي زي أشهد شاهين ده عارف هو عايز إيه، معندوش وقت يضيعه في التفكير والتردد .. وقدامه بدل البنت مليون ، ليه ما أختارش واحدة فيهم واتجوز من زمان ؟! .. وبعدين مجية أخوه وحوار الأنابيب اللي عمله ده يقول أنه سأل علينا وعرف عنك كل حاجة .. وبعدين مجيته ليكي المصنع مش مكفياكي؟!، ده أنا لحد دلوقتي كل ما أفتكر أشهق من الخضة !.

تورد خدي رقة بالحمرة وابتسمت بحياء، فتابعت شهد بابتسامة حنونة مُحبة:

_ أنتي تستاهلي يا رقة وربنا عوضك .. كفاية اللي عملتيه معايا، أنتي أم مش بس أخت وصاحبة.

أخذتها رقة بين ذراعيها بضمة رقيقة، ثم ابتعدت فجأة وقالت لشهد بقلق :

_ طب لو وافقت .. أنتي هتعملي إيه ؟ وجامعتك و...

قاطعتها شهد بحدة وقالت :

_ متكمليش .. أنا عايزة أفرح بيكي ومش هتنازل عن الفرحة دي .. وبعدين اللي فاضلي سنة واحدة وهتعدي وهعرف أمشي أموري ... أختك الاولى على دفعتها أصلًا ..

ضحك الشقيقتان ثم قالت شهد بخبث :

_ وبعدين مش يمكن يعني .. نبقى سلايف في بيت واحد ؟ .. أنا بقول يمكن مش أكيد !.

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now