الفصل التاسع

749 89 7
                                    


الفصل التاسع

دخل أشهد عدة خطوات ونظر لرقة التي تجلس وعينيها منتفختان من البكاء وجارتها أم بسنت تواسيها .. وقال مباشرةً :

_ ردي على الكدب اللي اتنشر ده هو أن كتب كتابنا هيكون خلال الأسبوع ده بالكتير .. ده بالنسبة للناس .. أنما بالنسبالك أنتي .. فأنا ..

وصمت أشهد قليلًا وكأنه يشعر بثقل الكلمات وصعوبة في نطقها حتى قال ما استطاع نطقه:

_ أنا مافيش في حياتي واحدة غيرك .. ما تصدقيش أي حاجة ممكن تتقال عني، لإن الإشاعة دي مش هتكون الأخيرة.

تطلعت به رقة في صمت ودموع، حاولت ان تستشف الحقيقة من كلماته الجادة وعينيه التي تهرب من عينيها كأنه يريد أخفاء شيء .. فقالت شهد بأنفعال :

_ بس دي مش إشاعة .. دي صورتك مع واحدة وبنفس اللبس اللي كنت لابسه امبارح .. هيخمنوا كمان كنت لابس إيه ؟!

سقطت دموع رقة وهي تنتظر منه إجابة، بينما زفر أشهد بعصبية وأجاب :

_ الصورة حقيقية .. بس المكتوب كدب، لإن نهال كانت مراقبانا وشافتنا من أول ما خرجت ورا رقة لحد ما وصلتها ورجعت للبيت .. وفي طريق رجوعي السواق بتاعي اضطر يوقف وتقدروا تسألوه .. ونزلت من عربيتي عشان احذرها للمرة المليون تبعد عني .. والصورة دي اتاخدت عن قصد لما اترمت عليا وبعدتها عني .. هي دي كل الحكاية .. ثم أن إيه اللي هيخليني أخطب واحدة وأنا في دماغي واحدة تانية ؟!

قالت رقة بحيرة وهي تنهض وتقف أمامه بعينان دامعتان :

_ أنا مصدقاك .. بس خايفة، احنا مالحقناش نعرف بعض كويس عشان نكتب الكتاب بالسرعة دي ؟! ..

اغتاظت شهد من موافقتها بتلك السهولة، فقال أشهد لها بتأكيد :

_ لازم ده يحصل يا رقة، نهال مش هترتاح غير لما تبعدك عني وأنا مش مستعد أخسرك .. كتب الكتاب هيكون تكذيب كافي للي اتنشر .. لو يهمك اسمي وسمعتي وافقي .. ومش هتندمي.

تدخلت شهد بعصبية وقالت :

_ انا لحد الخطوبة ومكنتش معترضة .. قولت تتعرفوا على بعض براحتكم، أنما خطوبة وكتب كتاب في اسبوع واحد ده شيء ما يدخلش دماغي .. وبعدين أفرض أختي ما ارتاحتش معاك وحبت ما تكملش .. تطلق ؟! .. لا أنا مش موافقة !.

قالت لها أم بسنت :

_ أستني بس يا شهد .. هو يعني إيه اللي هيأخره ما خير البر عاجله يا بنتي !.

اعترضت شهد وقالت :

_ بس مش أسبوع يا أم بسنت ! .. ده أختي ما تعرفش اسمه الثلاثي حتى !...

رد أشهد بغيظ من شهد وقال :

_ أنا مش أي حد عشان تكلميني كده يا آنسة شهد ؟! .. أنا اسمي وشخصي معروفين للكل مش حد مجهول وشاكة فيه ! .. وبعدين أنا مكنتش مخطط أن كتب الكتاب يبقى بالسرعة دي ... لكن الظروف حكمت .. وبعدين أنا قررت القرار ده لإني نيتي خير وعايز أكمل مع رقة أختك .. ايه الغلط ؟

كسرة و ضمة و سكون ... للكاتبة رحاب إبراهيم حسنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن