الفصل الرابع

2.7K 279 141
                                    


قراءة ممتعة

ولا تنسوا انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب .. حيث تتوافر فيه رواياتي الورقية في جناحنا إبداع

>>>>>>>>>>>>>>>



الفصل الرابع

تأرجحت مشاعرها ما بين الضيق والندم، فأمضت ليلتها ساهدة، فاقدة للرغبة في النوم، تفكر بعمقٍ فيما ارتكبته من أخطاء جراء اندفاعها غير المدروس للانتقام من أحدهم بعدما تم شحنها ضده، لتصدمها حقيقة قاسية، أن الأمر في النهاية يعود للتسلية البحتة، لا لتبادل المشاعر الصادقة.

لم تدع التردد يسيطر عليها، وحسمت أمرها بإبداء اعتذارها عن تصرفها الخاطئ مع "عمر"، فهي من تعاملت معه بجهلٍ ورعونة، ووضعته في موقف حرج، تعرض فيه للسخرية والازدراء من الآخرين،

بالطبع عجزت مساحيق التجميل عن إخفاء آثار قلة النوم الظاهرة عليها، فاختبأت خلف نظارتها الشمسية، على أمل ألا يلاحظ ضيف ليلتها السابقة ما حل بها. التقت بها "بسنت" عند مدخل عمارتها على حسب الميعاد المتفق عليه بينهما، تأملتها بإمعانٍ بعدما جلست مجاورة لها في السيارة بثيابها الرسمية، وسألتها في تطفلٍ ماكر، وهذه الابتسامة العابثة تحتل شفتيها:

-مالك يا "بيبو"؟ شكلك مانمتيش خالص، إيه كنتِ بتفكري فيه؟

في شيءٍ من التوتر اشتدت قسماتها، وأجابت على سؤالها بسؤالٍ آخر:

-قصدك مين؟

غمزت لها باسمة:

-الظابط إياه، اللي علمتي عليه.

أطرقت "بهاء" رأسها في تحرجٍ، لتخبرها بعدئذ وهي تشد طرفي سترتها للأسفل لتفرد قماشتها:

-بس ما تفكرنيش، ده أنا أصلًا مكسوفة من نفسي، والمفروض أعتذرله عن غلطي.

استطردت معقبة عليها:

-معاكي حق، حتى علشان تسلمي من أذاه.

دون تفكيرٍ أعلمتها بما انتوت عليه:

-أيوه، بفكر أعمل كده، وأوضحله سوء التفاهم ده، وأقوله إني مش هعمل شكوى من الأساس، يعني أريح دماغي من المشاكل اللي مالهاش لازمة.

أثنت على قرارها الصائب مرددة في نبرة متحمسة:

-برافو عليكي، أنا مبسوطة منك يا "بيبو".

ابتسمت قليلًا لتبدد ذلك الوجوم الذي يشيع في ملامحها قبل أن تقول:

-صاحبتك جدعة، في الحق حق، ولما بغلط باعترف بده.

أبدت إعجابها الشديد بشخصيتها المتسامحة، وهتفت تمتدحها:

-أومال أنا بحبك أوي ليه!

ضبط وإحضار - قيد الكتابةWhere stories live. Discover now