الفصل التاسع

3.2K 306 140
                                    


الفصل التاسع

قبل أن يقرر المجيء لزيارة "بهاء" في منزل عائلتها، استعاد في ذاكرته تفاصيل ما قام به، حيث تشاور مع زوجة شقيقه هاتفيًا عن مسألةٍ بعينها، ليعرف رأيها –كامرأة- في ذلك الأمر، فتعطيه النصيحة الأمثل بحكم خبرتها النسائية، وبالتالي لا يتصرف بتهورٍ. بعد التفافٍ حول الموضوع، تكلم "عمر" أخيرًا متسائلًا:

-بقولك يا "سلمى" ما تعرفيش حد بيبيع ساعات سمارت حريمي؟

أتاه ردها مستفسرًا:

-أعرف، بس ليه؟

تهرب من الإجابة عليها بقوله:

-حاجة تخصي.

احترمت فيه رغبته في عدم الإفصاح عن الأمر، ولم تضغط عليه، لتخبره بترحيبٍ:

-وماله، شوف إنت عاوز اللون إيه، وأنا هجيبلك طلبك.

شكرها في امتنانٍ:

-تسلميلي يا رب.

استطاع سماع صوت شقيقه يتساءل في نبرة فضولية:

-هو الكلام على مين؟

استمع إلى زوجته تنهره بمزاحٍ:

-دايمًا حاشر نفسك في اللي ملكش فيه!

بطريقةٍ ماكرة استطرد "عامر"، وكأنه يخمن جزافًا ما وراء مكالمته:

-شكل الموضوع فيه مزة جديدة، صح ولا أنا غلطان؟

لم ينطق "عمر" بشيءٍ، فواصل التخمين بلؤمٍ:

-مش سامعلك حس، يا رب تبشرنا قريب.

من جديد هتفت فيه "سلمى" لتستحثه على الكف عما يفعل:

-الأكل جاهز على السفرة، كُل يا "عامر"، وماتضايقش أخوك.

رد عليها زوجها بتذمرٍ:

-أنا ليه حاسس إنه جوزك مش أنا؟ دايمًا واخدة صفه على طول.

بررت له اتخاذها لجانبه:

-علشان هو غلبان وطيب.

قال مبترمًا:

-وربنا إنتي ظلماني!

ظل "عمر" صامتًا، يصغي لشجارهما اللطيف قبل أن يفوه في هدوءٍ:

-طيب هسيبكم تكلموا خناق، وهستنى منك مكالمة.

ردت عليه بإيجازٍ قبل أن تنهي المكالمة:

-عينيا.

......................................................

عــاد مرة ثانية إلى أرض الواقع، ليتطلع بنظرات مهتمة إلى من تقف أمامه في حالة من الصدمة والذهول. استوعبت "بهاء" ما يدور، وأرجعت ذراعها الممدود بكيس القمامة للخلف، لتسأله في غير تصديقٍ، وبنبرة تحمل القليل من الاتهام:

ضبط وإحضار - قيد الكتابةWhere stories live. Discover now