الفصل الحادي عشر

232 28 40
                                    

"طب تعالي عشان روانا بتدور عليكِ"

قبل أن تُجيبه سمعوا صوت ضجيج يخرج من الداخل، فتوجهوا سويًا ليروا ماذا يحدث، لكن عند دلوفهم امتقع وجهه رنوة، وتجمدت أوصالها وقالت بصوت مرتعش:
_"حسن"

نظر إليها "حسن "بنظراته التي لا يفهمها سواها، كانت تسمع دقات قلبها كأنه انخلع من بين أضلعها، واتصل بمكبر للصوت، لم تكن تسمع صوتهم ولا همهماتهم فقط مصوبة نظرها إلى حسن متخيلة أنه سوف يجذبها أمام الجميع، ويرحل بها بعيدا حيث الظلم والألم، عادت إلى أرض الواقع عندما علت أصواتهم وما ميزته بين جميع هذه الهمسات صوت "محمد" يكرر سؤاله لها:
_"رنوة بسألك مين ده؟!"

شعرت بأنها نَسِيت الكلمات والحروف، وكيفية تكوين جملة، كالطفل الرضيع الذي يحاول التحدث دون أن يكون لديه شيء محدد ليقوله، استغل "حسن" حالتها تلك وهتف قائلاً:
_ "قولتلك يا بشمهندس أنا ابن عمها".

زجره "محمد" بغضب، وقال بصوت محتد:
_ "أنا بسأل رنوة، موجهتش ليك كلام".

استشاطت نظرات "حسن" من أسلوبه الفظ معه، لم يمهله "محمد" الفرصة للإجابة وصوب نظرة إلى "رنوة" مجددا قائلاً بضيق هذه المرة:
_"رنوة أنا مش بكلم نفسي دا ابن عمك فعلا؟"

أومأت له رنوة برأسها كإشارة موافقة منها على ما قاله، لكن هذه المرة خرج صوتها موجهة حديثها إلى حسن قائلة:
_"جاي ورانا لحد هنا ليه يا حسن".

أجابها حسن بلؤم:
_"جاي اخد بنات عمي يقعدوا في بيتهم بدل ما هما قاعدين في بيت الرجالة الغرب".

_"ودا من أمتي، وبعدين هو أنا سيبت بيتي بسبب مين".

كان الجميع يستمع إلى حديثهم بعدم فهم لما يحدث، لكن تدخل كارم في حديثهم قائلا:
_"طب تعالى يا ابني اتفضل مش هنتكلم على الباب كده".

أجابه حسن بقلة ذوق قائلا:
_"أنا مش جاي اضايف، أنا جاي أخد بنات عمي وامشي".

ردت علية "رنوة" هذه المرة قائله بصوت مرتعش:
_"بس انا مش هاجي معاك".

ضيق نظراته نحوها قائلاً:
_"ليه القاعدة في بيوت الرجالة الغريبة عجباكِ ؟؟".

ثم نظر إليها بازدراء من أخمص قدمها حتى شعر رأسها قائلاً:
_"صحيح مهي مش جديده عليكِ".

اكتسى وجه "محمد" بحمرة مخيفة، وازداد بروز عروقه التي تغلي بالدماء، لم يتمالك أعصابه عند سماعه تلميحات "حسن" القذرة في حديثه،

آلام خفية"قيد الكتابة"Where stories live. Discover now