الفصل الثالث

466 60 78
                                    

كـانت "نجاة" والـدة محمد جـالسة و الـشر يتـطاير مـن عـيناها ، وكـان زوجهـا "كـارم" يـجلس بجـانبها يزفر بضـيق مـن هـذا الاسـلوب، عـلى الرغـم مـن أن محمـد شارف علي الثلاثين ، إلا أن والدته لا تزال تتعامل معه كـطفل يبـلغ من العمـر عشـر سنـوات ، وتـجبره هـو ايضا علـى أتـباع الاسـلوب نفـسه:
_"أنا مـش عـارف أحنـا قاعـدين نـعمل أيـه".

نـظرت "نـجاة" إلـيه بـحدة:
-"هو أيـه اللي قاعـدين نـعمل أيـه ، أبنك خـارج بعد الـفجر بيـجري وتـقولي قاعـدين نـعمل أيـه".

_"تـمام مـعني كـلامك انـه خـارج كـويس مـفيهوش حـاجه ،لـيه تـصحيني مـن النـوم أفـضل قـاعد زي اللي عـليه ذنب و بيخلصه لما يـجي نبـقا نسـأله".

رمـقته "نـجاة" بـحنق:
_"أنـا نـفسي أعـرف بتجـيب برود الاعـصاب دا منين"

فـي هـذه اللـحظة سـمعت صـوت سيارة محمد فركـضت مسرعه نـحو الباب ، و أسـتقبالته بـأعين غـاضبة ،
ترجل مـحمد مـن السـيارة وهـو يـرتب أفكـاره لإقـناع والـدته:
_"أنـا عـارف أنـك مـش طـيقاني دلـوقت بـس ممـكن تـعرفي سـبب خروجـي الأول".

نظـرت إليـه والـدته ، منتظره انتـهاء حـديثه:
_"عمـر كـلمني وقـالي أن والـدته مـريضة والعـربية بتـاعته بتتـصلح فـكان لازم أنزل بسـرعة واروح لـه"

شـهقت والـدته بـخوف :
_"لـيه حـصلها ايـه؟"

حـك رأسـه بمقدمـة يـده وقـال:

"_مـفيش حـصلها هبـوط مفاجـئ و نقلنـاها المستشفى أتعلـق لهـا محـلول بـس بقـت احـسن" .

نـظرت إلـيه فـي لـوم:
_"مـش كـنت تـقولي عـشان أروح مـعاك أطمـن عـليها" .

قـال مـحمد و هـو يـستغفر ربـه سـرا عـلى هـذا الكـذب قـائلا:
_"مـكنتش عـارف أنـك لسـه صاحية وبـعدين كـنت مـستعجل بـس هـي بـقت كـويسه الحمدلله"

أمسكـت "نـجاة" بـالهاتف ، فـنظر إلـيها "محمد" مستفسرًا:
_"هتعملي أيه ؟"

_"هـتصل أطـمئن علـيها ،تـقول عـليا أيـه دلـوقت عـارفه انـها تـعبانة و حـتي مـسألتش" .

فـتح محمد عـيناه فـي ذعـر قـائلًا:
_"لالا أوعـي تتـصلي أكـيد نـايمه دلـوقت"

آلام خفية"قيد الكتابة"Where stories live. Discover now