البآرت السابع والعشرون :-

257 11 4
                                    

تجي نسهر ؟
نسولف مع بعض أكثر
يمر الليل وما نشعر
نعزف دندنة تبهر
تغني لي أحبك حيل
واغني لك انا اكثر ...

>> عند ريتال ...

ها هي منذ ذلك اليوم لم تفارق الغرفة السوداء ، وكأن عالمها اكتسى بالسواد ، رغم محاولات عبدالله وحتى رائد ولكنها أبت ان تتكلم ليس لحماية ضاري بتاتا ولكنها صممت على وضع نهايته بيدها ، لم يلبث سرحانها طويلا حتى سمعت طرقات الباب ، رفعت راسها وبهدوء :- ماني مشتهية شي شامل ، تقدر تروح
تنحنح بشويش وقال بتردد :- انا سعد ...
ابتسمت بسخرية لتقف تشد حجابها وتفتح الباب :- ما شاء الله الخبر وصل لك بعد
تنهد عبدالله بضيق يلتفت لها :- سعد بيكلمك بشي ضروري ممكن تنزلين
التفتت لعبدالله ثم سعد لتتقدم من أمامهم بهدوء ، لحقوها ليروها تجلس بثقة غريبة أمامهم لتقول :- وش هالموضوع المهم استاذ سعد
سحب الملف من حقيبته يمده لها :- هذا
سحبت الملف من الطاولة تفتحته لتعتدل جلستها بصدمة ، رفعت راسها بذهول :- كيف وصل لك ؟
رفع اكتافه بعدم معرفة يجلس قبالها :- هذا سبب حبسك هنا !؟ بس كيف وصل مكتبي ما اعرف ، طلبت مراجعة الكاميرات لكن يبي له وقت
بدأت تتصفح الأوراق لتقول بصدمة :- هالاوراق مهمة جدا ، وصعب اي احد يطولها ، كيف تطلع من مكتب ضاري بهذه السهولة
تقدم عبدالله ليجلس بجانب اخيه :- ما عندك فكرة ؟!
هزت راسها بالنفي تتكلم بدون ما تنتبه على نفسها :- كنت ادخل للمكتب احاول الاقي شي لكن الخزنة يبي لهم رقم انا ما اعرفه ، معقولة هالاوراق كانت قدامي طول هالوقت وما انتبهت لها
تنهد سعد بهدوء ليسأل :- وش مشكلتك مع ضاري ؟
رفعت رأسها بثقة تبتسم بسخرية :- وتظن اني ممكن اتكلم !! كل هالسنين تحسب ببيعه بشوية أوراق تعطيني اياها
ليبتسم بسخرية من جوابها :- توك تقولين كنتي تحاولين تلاقين شي تمسكينه عليه ، اسمعيني ريتال انا ادري انه وراك شي وادري بعد انك مو مثل ما تبينين ، عطينا الي نبي وصدقيني ضاري بينتهي
أخذت نفس طويل تنتقل بنظراتها من سعد لعبدالله لتقول :- ما عندي شي اقوله ، عشان كذا وفر محاولاتك هذه ما رح تلاقي مني جواب ...
وقف سعد بعصبية يسحب الأوراق من قدامها ويطلع ، أما عبدالله وقف وهو ينتبه لها تشد على يدها ليقول :- وش براسك ؟
رفعت راسها تتلاقى عيونهم ثواني لتصد :- الشرطي الي كان هنا اخر مرة ابغى اشوفه
تنهد بهدوء :- ريتال انتي مو بنته ، انتي بنفسك قلتي لي انه امك ميته او ماتت وأنا متأكد ضاري له يد بموتها ، ليه ما تبين تساعدينا
وقفت وهي تجمع قوتها :- لأن ضاري مو هيين عبدالله ، ضاري رماني هنا تحسب ماله عيون ما يراقبنا الحين ما يدري وش نسوي !؟ شامل ما رح يقوله عن شي مثلا ، ما ادري وش الثقة الي انتو فيها ، ضاري السبب بكل شي أمر فيه وحقي باخذه بيدي لكن ما يعني إني اعرضك انت واخوك للخطر عشاني
ليقترب خطوة بحدة :- انا راضي بهالخطر ليه تمنعينه
رمشت عدة مرات تحاول ما تضعف تهز راسها بالنفي :- ابغى اشوف الشرطي ، لكن انتبهوا شامل ...
قاطعها ينهي هالموضوع ليقول :- لا تخافين من شامل هو يحميك ومعاك
وبهذه اللحظة فتح الباب يلتفتون لشامل الي دخل وقابل ريتال :- اغراضك الباقية جبتها
لا تنكر صدمتها بوجود شامل بهذه الراحة لتقول :- انت معاهم ؟
هز راسه بهدوء :- تقدرين تقولين اخترت الطرف الصح
لتهز راسها بالنفي :- ضاري اذا عرف ..
قاطعها بإبتسامة هادية :- كلنا فدا الوطن حضرة المحامية ، الي يموت لأجل وطنه نفتخر فيه
رمشت عدة مرات بذهول :- شرطي؟؟
لم يجاوب وفضّل الصمت لتكمل :- مستحيل قريت ملفك كامل ، حياتك دراستك عايلتك ما في اي شي يدل انك ...
صمتت تستوعب لتقول بصدمة :- مستحيل ، مستحيل كل هالوقت متخفي ، ضاري اختار كل الي معاه بعناية تامة ، مستحيل انك قدرت تخدعه بهالسهولة
ابتسم لكلامها ليجيب :- حضرة المحامية ، عقلك يشتغل زين ، ليتك تشغلينه بأشياء تفيد اكثر ، هادي هو السبب بدخولك لهالسجن هذا ، اريام أخذت كل شي من عايلتها وبسببك برضو ، الخطوة الي سويتيها رجعت عليك أكبر خطأسويتي انك دخلتي اريام لهذه الحرب ، هادي وأريام الآن ماخذين الصدارة وانتي رجعتي لورا
تقدم عبدالله لشامل :- شقصدك
تنهد شامل ليجيب :- ما في لا زواج ولا شي ، هادي واريام يحاولون يعرفون حقيقة موت سالم وتورطه بمخدرات ضاري ، الصور الي شافتها اريام ما صدقتها ، لذلك كان اتفاقها مع هادي بكشف ضاري ، الطريق الي بدته ريتال بتنهي اريام
لتتقدم خطوة بغضب :- لا والله ، كل هالمدة اتعب واحاول عشان تجي اريام وتأخذ كل شي بنيته بسهولة ، تحلم هي وهادي ، ما ياخذون مني انتقامي ما ياخذونه
ليرد عبدالله بغضب :- انتقام وانتقام اي انتقام هذا الي ما تبين تسوين شي ولا تساعدينا فيه ، وش معاك أوراق تقدر تنهي ضاري عطينا اياها نحطه بالسجن وتاخذين انتقامك
هزت راسها بالنفي :- وامي وابوي ؟ ما حد يعرف عنهم شي غيره اذا دخل السجن قبل اعرف مكانهم وش اسوي وقتها  مستحيل اني القاهم تفهم
ليرد شامل بهدوء :- وش يضمن لك انهم اساسا عايشين ؟
التفتت عليه بحدة :- عايشين !!! تفهم اهلي عايشين
ليجيب بنفس الهدوء :- ما قالك المخبر انها ماتت امك
التفتت بكامل جسدها تستوعب كلامه ليكمل :- ريتال ، طول هالمدة انا الي كنت معاك واوصل لك المعلومات الي تحتاجينها ، كل شي كنتي تسوينه كنت ادري فيه قبل حتى لا تقدمين عليه
هزت راسها بالنفي تستوعب كل شي مرت فيه :- يعني هي ماتت ، امي ماتت وانا ما شفتها ...
جلست عالكنبة بهدوء غريب لعبدالله عكس شامل الي صار حافظ كل ردات فعلها ، تنهد عبدالله فهو يمنع نفسه بصعوبة من التهور ، رؤيتها ضعيفة هكذا للمرة الثانية أمامه دون أن يفعل شيء يؤلم قلبه ، تنحنح شامل ليقول :- حضرة المحامية ، ادري باللي تمرين فيه ، رائد ما رح يقدر يساعدك الا اذا عطيتي الي يبيه غير كذا ما رح يسوي شي ، فكري زين ، ضاري حاليا بأمريكا ، كالعادة اسبوع وبيرجع حاولي ترتبين امورك وتفيدينا ..
اتجه شامل للخارج تارك ريتال بإنهياراتها الصامتة ونظرات عبدالله التي تشع ضيق على حالها ، اخذ نفس عميق يقترب من الباب معلن خروجه ليقول :- بجي بكرا ، انتبهي لنفسك ...
تركها تفرغ ألمها لوحدها فعندما خطى اول خطواته للخارج اصطحب معه أول شهقاتها معلنة بكائها التي كافحت كثيرا لكبحه أمامهم ، سند جبينه على الباب ليقول بهمس :- الله يعلم شكثر ودي اكون معاك لكن ...

لو تعرفين وش يعني قهر الرجال ما ابتسم ثغرك لغيري رجل - بحروف #هـدوئي_كـارثةWhere stories live. Discover now