خائنة2

1.2K 43 18
                                    

فتحت عيناي..ونظرت حولي..
كانت تلك الليلة الاولى التي لم اسمع فيها
صوت جوزيف قبل النوم
اغمضت عيناي مجدداً
كنت اموت شوقاً له ..واشعر بلهيب في صدري
يكتم انفاسي تذكرت كيف انفصلت عنه البارحة
تذكرت دموعه..اشتقت لرائحة عرقه
كم احبها..
تحرك رائد في السرير ..وارتعدت افكاري
كنت اخاف حتى من التفكير بجوزيف وهو بجانبي
انما قلبي كان دائماً يعتصر شوقاً اليه
نهضت من السرير والدموع تملئ عيناي
سحبت نفسي للنافذة
فتحت الستار ونظرت لمنزل جوزيف
تأملته ..وتأملت خطيئتي..في جدران منزله
ربما رائد لمسني ملايين المرات
انما لمسات جوزيف القليلة هي من تركت بصماتها في جسدي..كنت احسها حضناً..
وكنت اتذكرها حلماً
حلماً جميلاً انتهى
ولكن
ما ان نظرت لنافدة غرفته
حتى انفجرت بالبكاء وسقطت ارضاً جاثية والشال الحريري الذي غطيت فيه جسدي ..وقع ايضاً
لم اكن اصدق ما رأيت
اشحت بنظري وانا امسك فمي بيدي والملم جسدي واعيد ستره بذاك الشال الازرق
كي لا يسمع رائد صوت بكائي
حضنت الشال لصدري وانكمشت باكيةً عليه
اغمضت عيناي..كي اعود للمطعم الشامي القديم
كنا نجلس حول بركة من الماء ونسمع صوت اجنحة الحمام كيف يخفق ك قلبينا العاشقين
جوزيف : اغمضي عينيكِ لدي مفاجأة
اغمضت عيناي قليلاً
ثم قال لي: الان افتحيهما
فتحت عيناي كي ارى شال حريري ازرق بين يديه
كان يحمله دون علبة او حتى كيس
فهو لم يعرف يوماً كيف يضع الهدية في علبة
او كيف يضع الزهور في باقة جميلة
كان دائماً عفوي وعشوائي في حبه .
فتحت عيني والدموع قد بللت شالي
عدت ونظرت مجدداً لتلك النافذة
كنت متأكدة ان هناك امر خاطئ..روحي أبت ان تصدق ماتراه
ولكن لم يتغير المشهد مهما فركت عيناي
نهضت من الارض ..والتقت عيني بعينه من وراء النافذة. اردت ان اخترقه بنظراتي ..تمنيت لو انني املك سهماً فألقيه في قلبه
ضربت زجاج النافذة بجيبني وجعاً
..فأفلت تلك الفتاة التي كان يحضنها
اقترب من نافذته
وهو يرى دموعي ..وهو يرى نفسه كيف قام بقتلي
لم استطع ان ادعي القوة بل اكتفيت بالنظر اليه والبكاء
اشار الي بأن نلتقي
او ان يتصل بي كان متوتراً يريد ان يكفكف غلطته
ولكنه لم يغلط للحق
بل المتزوجة التي تلاحقه هي المخطئة
لا ادري كيف كنت اواجه نفسي في المرآة
وكيف تناسيت ذنوبي الغير قابلة للغفران
كان يضرب زجاج نافذته بقبضتيه كي يلفت نظري
و انتبه اليه
لم اكن اريد ان اسمع شيء او ان اراه حتى مجدداً
فنهضت من الارض واسدلت الستارة
وعدت للسرير
ارتميت عليه كالميتة
ورفعت ذراع رائد عن صدره ودفنت وجهي فيه
خبئت نفسي بين ذراعه وصدره وفتحت لنفسي عنان البكاء .اما هو فقد كان غارقاً في نومه العميق
بلا هم ..بثقة وراحة بال..والمياه تكاد تفيض من تحت قدميه ..بل ستغرقه حتى
كرهت جوزيف كثيراً حينها
فقد اثبتَ اليوم لي بأن خيانتي لم تكن عذرية كما اقنعني دوماً
انما تم خداعي بنجاح
تم سحقي بنجاح .
استيقظت في الصباح على قبلات رائد
شعرت بنوعٍ من الفرح..
ولكن حالما كرهت نفسي حين تذكرت جوزيف
نظر رائد في عيني وقال..اقترب عيد الام
كل عام وانتي اجمل ام في الدنيا
كان في كل مرة ينظر في عيني ارتعد
واشعر بأن عيناي تفضحني..بأن عيناي تقول له(انا خائنة) ولكنه لم يفهم عيناي يوماً.. وذاك احد اسباب خيانتي
ابتسمت له وقبلت وجنتيه
ودمعت عيناي..واستفاق فيني لهيب الوجع
مسح بيده وجهي وقبل جبيني ثم
نهض من الفراش ليستعد للذاهب للعمل واغمضت عيني الى ان سمعت صوت باب المنزل يغلق
لم يتذمر يوماً من كوني لا اعد له الفطور ..او لا اعد له القهوة صباحاً..كان متفهماً جداً ..يتقبل اي شيء افعله.. او يقتلني بطريقته الخاصة دون ان يشعر
فتحت عيناي كي ابكي وابكي حتى جفت عيناي
اختنقت وكل شيء اصبح يضيق حولي
لم اكن استطيع ان امحي صورة جوزيف وتلك الفتاة من عقلي
كنت خائفة من فكرة انه كان يخدعني
فقد امنت به ..كنت خائفة ان يكون هذا عقاب القدر لي
رن هاتفي..اجبت دون اهتمام
فسمعت صوت جوزيف يقول..( الامر ليس كما تظنين..القلب لك حياتي..مهما فعلت فالقلب لك )
صرخت بصوت باكي: لم يمضي على انفصالنا يوم
وجلبت لمنزلك فتاة اخرى ماذا ستفعل بعد شهر
اجاب جوزيف بهدوء: صغيرتي تشعر بالغيرة
صرخت: جوزيف لا تتلاعب بي انت كاذب وحقير كيف تخدعني هكذا..جوزيف كيف استطعت
اغلق جوزيف الخط ..ولم يسمع صدى بكائي سوا رنين هاتفه المغلق
سترت وجهي بكفي..وكل شيء بداخلي ينادي جوزيف..كل شيء بداخلي يستنجد به
وروحي تناجي طيفه (جوزيف ارجوك لا تخدعني).
جلست في المساء في الشرفة وكنت افكر في نفسي
اي جنون في العالم جعلني اهرب مع رجل كي اتزوجه
كيف انتهى بي الامر هكذا..فكرت كثيراً..وبكيت كثيراً..تذكرت امي واخوتي ..فقد اصبحت تفصلني عنهم بلدان كثيرة..واصبحت تفصلني عنهم فضيحة كبيرة
وليتها كانت تستحق.
عاد رائد الى المنزل ..وهو منهك
ركضت اليه ..سألته بعجلة ..مابك مالامر؟
اجابني :هناك شخص سرق سيارتي الزرقاء
انت تعرفين كم احبها ..انها اغلا مااملك
عدت للمنزل مشياً..لااصدق بأن سيارتي الزرقاء سرقت
خلعت عنه سترته وجلس على الاريكة وهو يتباكى
شعرت بالسخرية..وانا انظر اليه
تلاشت رجولته من عيني
تسائلت في نفسي تُرى هل سيفعل الامر ذاته ان اختُطفت
بينما كنت افكر وضع رأسه الصغير على فخذاي
واحتمى فيهما ك الاطفال
داعبت شعره الاسود باصابعي
ومسحت دموعه عن وجنتيه البيضاوين
وذقنه الخفيفة
رفع ناظريه لي وقال لي : احبك لو خسرت كل شيء سابقى سعيداً لانني بجانبك
ابتسمت وحضنته..وكأن كلماته احييت بداخلي
ارض حبه اليابسة
احسست بأن كل شيء سيتغير في تلك الليلة
شعرت بأني لن احتاج جوزيف بعد اليوم
فقد مرت بالفعل خمسة ايام دون ان اعرف عنه شيء
رغم اني كنت انهار في بعض الاحيان
ورغم حبه الذي يدس السم في عروقي كل حين
الا انني تحملت الامر بوجود رائد
واحسست به مجدداً..واردت فرصة اخرى لزواجنا
ولكني لم افكر ابداً ان كنت استحق فرصة اخرى..بعد خيانتي..
انما حبي له كان يعود رويداً رويداً
وكنت اتناسى جوزيف
ولكني لم انم يوماً دون ان اقبل صوره
وابكي عليه
حاولت ان انقذ زواجنا مجدداً
وظننتني سأعيد كل شيء كما كان..
ولكن عبثاً احاول

رَجلين في قلبي #wattys2015حيث تعيش القصص. اكتشف الآن