خائنة (7)

599 28 21
                                    

استيقظت مثل كلِ مرةٍ
والعرق يملئني مجدداً في السرير خاوي النصف
شعرت بألام في ظهري منعتني من النهوض
.امسكت هاتفي ونظرت للساعة..
لم يعد الوقت مهماً بالنسبة لي
بل الحياة كلها فقدت اهميتها..بدونك.
قلت هذا وانا اخرج الاوراق من الدرج مع القلم الحبري الذي اخذته من مكتبك عمداً وانا ألمس العقد الذي اهديتني اياه تلك الليلة..ليلتنا الاولى..استطيع تذكر كل تفاصيله ..مِن شامتك التي تقع اسفل سرتك..لنظراتك المغشية من بعد اشباع رغبتك..
كم كان جارحاً ان تَطلب مني..ماطلبته حينها..
لم اكن لااقتلك برفضي..
ظننتك قد عرفت كلما احب ..
ولكنك جهلت ما اكره..
لا الومك فانتم مجمع الرجال جميعكم ذوي عقول متناقضة
انت لم تشعر بما وراء كلماتي الباردة..
وانسحابي من سريرك لأحضان غفوتي دون ان اضمك حتى..كنتَ تكرر الامر دوماً..
تتجاهل كرهي له..ربما لاني لم اصرح به قبلاً..
وقد صرحت به اليوم ..لاني اريدك ذكرى ..
ولا اريدك جرح.
لا بد ان تحتل فعلتك هذه حجرة من حجرات قلبي..
ولابد ان تأخذ من حبي لك قضمة..
كما قضمت روحي بفعلتك..
لم تحضني حتى بعدها .. بل شردت بنفسك لمكان بعيد ..ولو لم انبهك بدموعي وصوتي المختنق بأن احضانك تجاهلتني...لما لاحظت الامر حتپ
كم عشقت لمساتك البادئة..كانت قبلاتك احر من ان تُطفئ..ولعابك كقطرات من العود تنهمر على عنقي المريض ..
لاادري كم كرهتك حينها ..ولا ادري كم عشقتك ايضاً..
يتلاعب بي الصداع الان ..وكلما اذكره انك قتلتني..
افكر بالسفر واللحاق بك ..او بأن اخطوك بخطواتي الناعمة واتركك خلفي..
ارتجفت يداي وتبللت الورقة ..انهيت كتابة رسالتي له ..ثم تمعنت النظر فيها رغم ان دموعي حجبت الرؤية تماماً..
مشيت للنافذة واخذت رسالتي معي..
اشعلت ناراً بها ورأيتها كيف تصبح رماداً
وددت لو اراك تحترق فيها ياجوزيف كما حرقت قلبي..
وبينما كنت احرقك برسالتي ..رأيت خيالاً يمر في منزله ..اخدتني اللهفة فارتديت عبائي ..فوق جسد عارٍ اقسم بأني كدت اتخلى عنها من شدة فرحتي
ركضت في الشارع بشعري المتعرق ..ورقبتي المزرقة كورقة خُتم عليها بطابع..
وكم كان الطريق طويلاً لمنزلك الذي يبعد عن منزلي رصيف واحد..بالنسبة لقلبي..
وصلت لباب بيتك ..طرقته وطرقتك..
ولكنك لم تفتح لي..بل فتَح لي المستأجر الجديد للمنزل..وقفت امامه وشفتاي ترتجفان لا كلمة لدي ولا اي تبرير ..امرأة بعبائة ..شبه حافية تبدو كهاربة من بين يدي مُغتصب..مالذي يجد بها ان تفعله ...
مضيت عائدة اجر خيبتي ..انتظرتك ..ليتك تعلم الدهر الذي قضيته وانا انتظر ان يفتح الباب كم اوجعني..حرقني من الداخل وشل روحي
بكيت كطفلة صغيرة وفركت احدى عيني بيدي..كنت انتظر اباً..اماً ..او اخاً..يعيد الي تلك الدمية التي نسيتها في منزلك..
كنت اريد احد يعيدك الي..شخص ينزل كفي من عيني ويقبلهما..
كما كنت تفعل دوماً..
عدت لمنزليي ولا ادري كيف ضاق بي الحال كي ابتلع جميع اقراص الدواء التي يخفيها رائد في درجه..
لقد مت في حياتي الف مرة..لذا قررت ان انهي حياة البعث التي اعيشها وانبش قبراً لي بيدي
لم اعد ارى شيئاً سوا ظلام دامس..
استمر لوقت طويل ..كنت موجوداً فيه ..احسست بيدك اليمنى ..ذات الاصابع الطويلة...ونفسك المنقطع..دموعك عرفتها من تساقطها على خداي..
وشفتاك احفظ قطرها...احفظ طعمها..
فتحت عيني..كي اجدك
ركضت خارج الغرفة وناديت ..:ايها الطبيب استفاقت
ارجوك تعال ..

رَجلين في قلبي #wattys2015Where stories live. Discover now