الفصل 16

236 20 23
                                    

#لارا

في الساعة الخامسة كنت قد انتهيت من كل أعمالي من واجبات جامعية ومنزلية... كانت آريا تجلس على الأريكة في غرفة المعيشة تحدق بي وأنا أتأكد من مظهري في المرآة التي في الردهة وهي تقلب كتاب مستقبل وهم للعالم النفسي الشهير سيغموند فرويد بإهمال ثم سألت بتململ يخالطه مكر

- إلى أين قلت أنك ذاهبة؟

تنهدت بصبر وأجبت

- بالله عليك آريا هذه رابع مرة تسألينني أين سأذهب! قلت لك لا أعلم دعاني هاري للخروج ووافقت هذا كل ما في الأمر

هزت رأسها بتفهم ثم استطردت

- وهل ستكونين حذرة للغاية؟ وستعودين مبكرا أيضا؟

تنهدت مجددا وأجبت بتململ

- للمرة الرابعة أجل... وسأكون في المنزل عند الحادية عشر لا تقلق آريا لن أموت اتفقنا!

نظرت لي من طرف عينيها بتردد ثم عادت لكتابها... كنت قد ارتديت فستانا إلى ركبتي بدون أكمام مغطى الصدر والظهر ذو قماش أحمر غامق صيفي مع حذاء ذو كعب متوسط بنفس لون الفستان وارتأيت أن أرتدي قلادتي التي تحمل حجرا اسودا براقا وسرحت شعري وتركته مفرودا... ووضعت كحلا خفيفا مع أحمر شفاه وقليلا من بودرة أحمر الخدود

وضعت هاتفي في حقيبتي الجلدية الصغيرة بعد تنبيهات آريا بأن لا يكون على وضع صامت حتى تستطيع الاتصال بي وأن هذا سيخفف من قلقها... كالعادة إن اضطررنا سنكون أمهات بعضنا البعض ونخاف ونقلق على بعضنا أيضا!

ما إن رأيت سيارة هاري توقفت في الخارج عبر النافذة حتى ودعت آريا وخرجت مسرعة... لم يبقى سوى أن تقرر الخروج معي وترافقنا!

نزل من سيارته مسرعا عندما رأني متوجهة نحوه... ما إن أصبحت أمامه حتى استطرد وهو يحدق بي... أشعر بأنه محرج للغاية!

- تبدين جميلة

كان يرتدي قميصا أبيض فاتحا أول أربعة أزرار ومعطف بذة أسود وبنطال جينز أسود مع حذاء أسود... سرح شعره الطويل كالعادة... وتلك الابتسامة اللطيفة التي تزين وجهه

ابتسمت بثقة ورددت

- شكرا لك... وأنت تبدو وسيما كذلك... ومحظوظا لأنك استطعت أن تراني وأنا مرتدية فستانا!

أطلق ضحكة وهو يفتح لي باب السيارة لأصعد ثم أردف

- لابد أن هذا حدث غاية في الندرة... كمرور شهاب ما بقرب الارض مثلا؟

ضحكت ساخرة واستطردت

- لا أندر من ذلك... كاصطفاف لمجموعة كواكب لم تصطف منذ مئة عام

لحظات | Moments || H.SWhere stories live. Discover now