الفصل الثالث : النوم .

7.3K 418 25
                                    

 

وقف فيديل عند باب غرفة الحاكم حيث امره ان يأتي كان فيديل خائفا جدا من الدخول حيث كان يؤنبانه كثيرا حينما يختفي .

فتح الباب و نادى احد الحراس "سعادة الامير فيديل " .

توجه فيديل الى منتصف الساحة الملكية التي تدعى "المقصلة " على الرغم من ان الملك طيب و عادل لكن نظراته تشبة الموت بحد ذاته حيث انه انسان طيب لكنه صارم الى ابعد حد , حيا فيديل الملك و الملكة بالتحية الملكية حيث انه يغطي بالوشاح كتفه الايمين و يحني ركبته اليسار و لا يرفع رأسه الى حين يسمح له و سمع صوت الملك الجهور حول المقصلة يتردد صداه في كل الزوايا "فيديل".

"نعم يا صاحب العظمة" .

"كيف لك ان تغيب عن اعين الجميع طوال هذه الفترة , كيف لك ان لا تعلم أي احد عن مكان غيابك و لا حتى اخيك , ألا تدرك خطورة ما تقوم به " قالها بغضب.

"نعم انا اعي ذلك تماما , لا اعرف كيف اكفر عن ذنبي يا صاحب العظمة" .

ارخى الملك صوته و قال " اياك ان تفعل ذلك مرة اخرى , انصرف من هنا" .

عاد فيديل للخلف دون ان يدير ظهره و لم يرى وجه الملك حيث ان عيناه لا ترتفعان من الارض ظن ان الملك لم يعد يريده ابنا له بعد الان , يخاف ان اخطائه الكثيرة قد تجعلهم يندمون على تبنيه فأحتفظ بما قد رآه في الحديقة في نفسة خوفا ان يظن البعض انه يختلق الاعذار  لكنه لم يستطع ان يوقف تفكيره فيه و بعد عدة ايام عند منتصف الليل سمع الصوت من جديد و رأى نفس العيون تلك في الجدار و استيقظ و بدأ يصرخ بشدة فدخل عليه الحراس بسرعة و قال حارسه ميرزج "مابك يا مولاي الامير ما الذي حصل لك ؟" .

قال الامير فيديل " ابقي الانوار مضاءه ارجوك , لا اريد أي ظلال "  قال الحارس "ما بك يا سيدي اتخاف الظلام ؟" .

" لا اخاف الظلام , اخاف العيون التي أراها في الظلام "

ميرزج : "ترى عيونا في الظلام ؟ " ضحك الحارس " سمو الامير اعذرني على وقاحتي لكن هذه اشياء خيالية لقد كنت مثلك ارى اشياء غريبة في الظلام لكن عندما اتبعها اكتشف انها غير موجودة فلا تستطيع ان تخاف من شئ غير موجود , انظر لكل الحراس حولك فلن تشعر بالقلق هيا نم ولا عليك "

عاد فيديل للنوم .

في صباح اليوم التالي "فيديل فيديل , اين هربت البارحة لقد عجز كل الحراس على العثور عليك اعلمني عن ذلك المكان"

قال فيديل بصوت ذابل " لقد كنت اللعب مع فتاتين في احد الحدائق".

سكت كروان و قال "ماذا ؟ . مع الفتيات ؟" سكت قليلا و بدا مستغربا و قال "هل اللعب معهن ممتع؟" .

فيديل "ليس مختلفا كثيرا عن اللعب مع الصبية , غير انهم يقدرون الادب اكثر من غيرهن على ما اعتقد"

تحمس كروان و قال " اين التقت بهن , اريد ان اللعب انا ايضا" .

فيديل " انا لن اعود هناك مجدد ولا اريد ان التقي بأي منهن , لقد دخلت في مشاكل بسبب ذلك ولا اريد ان اعصي اوامر الملك من جديد فسأحظر كل دروس الجغرافيا و التاريخ و المبارزة و الرماية و الفروسية و كل شئ يريد مني ان اعرفه"

بدا كروان محبطا من ردة فعل فيديل و قال " حسنا لا تأتي لكن يجب ان تصف المكان لي"

و حين بدأ مدرس الخغرافيا الشرح منقانينو قال" ارجو ان لا تهربا بينما اوضح المكان في الخريطة كما فعلتم المرة السابقة , انكم تحرجونني مع الملك ايها الصبية " و بسرعه كبيرة عض على لسانه و قال" يا سمو الامراء".

رسم فيديل ذلك المكان على ورقة و اعطاها الى كروان و عندما فتح المدرس منقانينو الخريطة و بدأ يتعثر في كلامة خرج كروان من المكان و غافل الحراس و هرب و بقي فيديل في مكانة .

ذهب كروان للمطبخ و صمت الجميع هناك و كانت لهم نفس ردة فعل الامير فيديل و خرج من الباب و توجه لمكان الغرب حيث توجد بعدها اشجار تشبه الوحوش و حين دخل بينها وجد حديقة الازهار و بهر بالمكان كثيرا و لم يفعل شيئا سوى رؤية روعة المكان و جماله.

و بعد فترة وجيزة سمع صوتا من خلفة و حين التفت رأى فتاة و قال بسرعة "هل انتي جودي ام فلورا؟"

نظرة له بإستغراب و قالت " انا جودي , ففلورا مصابة في كاحلها"  نظرت حول المكان و كأنها تبحث عن شيئ "هل انت صديق الامير فيديل؟."

"انا الامير كروان . سررت بالتعرف عليك " و حياها بتحية لبقة .

جودي " لقد ذكر الامير فيديل انه سيحظر صديقة لكنني لا اراه الان , هل سوف يأتي بعد قليل؟ "

كروان "لا اظن انه سيأتي , انه يدرس بجد الان ولا يريد ان يغضب الملك" .

جودي" و ماذا عنك؟"

كروان " الملك لا يغضب مني ابدا "

جودي "هل اخبرك فيديل عما حدث بالامس؟"

لا يبدو ان كروان يعرف و لسبب غريب جودي خبأت عنه الامر و قالت له " ان المكان هنا خطر, يأتي الكثير من قطاع الطرق , تعال في الجانب الاخر هناك جميع الاولاد "

و ذهب هناك و دون ان يخبر أي احد اخر انه الامير كروان و لعب معهم الكثير من الالعاب التي لم يكن يعلم بوجودها و استمتع كثيرا و اصبح يذهب الى هناك كل ما سنحت له الفرصة بينما جودي و فلورا دائما تسألانه عن حال الامير فيديل و فيديل اصبح طالبا مجتهدا و كل ما يفكر فيه و محور حياته هو رضى الملك و الملكة .

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن