الفصل الرابع و الخمسون : البطل ذاته

3.3K 236 58
                                    

لقد كانت سرعة التنين تزداد كلما اقتربوا من القمة اكثر , لقد كان سريعا جدا و شعر الثلاثة بضيق في انفاسهم و كان الضوء خافتا جدا فحاولت فلورا الانتقال و اغمضت عيناها و نادت الظلال و وقع الثلاثة بقوه على ارض العرش , كان صوت صرخات الالم قادمة من وسط المكان و قال كروان " يا الاهي ما هذه الصرخات" كانت فلورا لم تقم بعد و كذلك العم سابا و لكن كارم و كروان بدأوا البحث عن مصدر الصوت هذا لكن لا يرون احدا على الرغم من انهما متأكدان ان الصوت قادم من هنا كان تردد الصوت مؤلما و المكان لم يكن له سقف او انهم لا يستطيعون رؤية نهايته قامت فلورا و ذهبت عند مكان بالقرب من ذلك الكرسي المهول و جلست وهي خائفة جدا و قالت "بسرعه , قم بما يجب ان تفعل انا لا اعرف كيف تحضر هذه التعويذات ".

ثم سمعوا ذات الصرخات مما زاد خوف الجميع و قلق العم سابا و قال كروان وهو غاضب " اين هو لماذا استمع للصراخ ولا اراه؟". قالت فلورا وهي تحاول ان تهدأ " انه هنا , الا تراه؟".

لم يكن كروان او كارم قادرين على رؤيته و لكن العم سابا و فلورا يرونه بوضوح  حاول سابا ان يهدأ لكن صوت الصرخات و المكان المخيف اثرا عليه كثيرا و قال " حسانا , لنبقى هادئين " اخرج قارورة صغيرة من الكيس الذي يحمله و جرح نفسه و وضع بعض القطرات من دمائه و قال بعض الكلمات الغريبة و اختفى كل شيء وضعه في القارورة و قال لفلورا " ان التعويذة التي اصابته قوية جدا قد لا يعود مباشرة و ان عاد فإنه سيعاني من الكوابيس لباقي حياته".

قلقت فلورا و قالت بتردد " اتعني انه سيصرخ هكذا دائما؟" ,  بدا العم حزينا جدا على حال ابن اخيه الغالي اليساندرو .

و اقترب منه و كان كروان يحاول بأقصى جهده ان يراه ايضا لكنه لا يستطيع فإنه لا يرى احدا هناك سوى بقعة ظل سوداء و قال " هل هذا الظل له ؟" .

قال كارم " لا تسأل الان , يبدو اننا لا نستطيع رؤيته".

لقد اهان كروان فإنه ليس أي شخص انه اخاه , ثم جاءت لحظه حزن في قلبه ماذا لو كان هو الوحيد الذي يظن ذلك ... ربما فيديل قد نساه منذ ثلاث سنوات بقي صامتا و كان العم سابا يفرغ محتوى القارورة التي لديه في يده و كان الثلاثة يراقبون بدقة و لكن فلورا هي الوحيدة التي ترى الاحداث حقا .

و بدأ فيديل في الصراخ من جديد لكن هذه المرة قد انكمش على نفسة و اطلق صرخة اقوى من كل سابقاتها انه يتألم كثيرا حينها ضغط العم سابا على صدرة بما سكبة من القارورة و ظهرت اضواء غريبة من كلتا يديه ثم تبعت الانوار سواد كالرماد يتسلل من بين يدي العم تبعتهم صرخة طويلة المدى من فيديل كما لو ان ارواحا تخرج منه ثم هدأت انفاسه قليلا و اصبح مستلقيا بوضع اكثر راحة.

قال العم سابا و القلق لا يفارق وجهه " سنكون محظوظين لو عاد كما كان ".

"ماذا تعني؟". – كارم

الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن