كانت فلورا فتاة تعيش ربيع حياتها و يومها كله ما بين صديقاتها و مساعدة والدتها على تدريس الاطفال حيث ان امها كانت معلمة لأطفال المدينة و أما هي فكانت محبة للاطلاع و الثقافة و الكثير من الناس يخبرونها انها تشبه والدتها الا ان شعرها يشبه شعر ابيها كان بنيا غامقا كثيفا و له تموجات خفيفة , كانت فلورا سعيدة ان هناك شيئ فيها يشبه والدها فهي لا تذكر شكله فقد توفي حينما كانت في الثالثة من العمر .
في يوم من الايام كانت تسير هي و صديقاتها الى دكان الخبز و كان صاحب المخبز يتعرض للضرب من قبل جماعة غريبة و قال شخص بين تلك الجماعه له شعر اشقر فاتح و عينان زرقاوتان تشبهان بريق البرق " لم تدفع نقودك سوف نأخذ هذا المحل " , بدأ الخباز يترجاهم امام الجميع ان يمهله يوما واحدا على الاقل و لكن ذلك الرجل لم يكن في عينيه أي رحمة تجمع كل من في المنطقة حول المخبز و بدأوا بالصراخ على ذلك الرجل " امهله يوما " , " مابك هل المال كل شئ ؟" , " لا ينقصك المال حتى تعامله بهذه الطريقة"
ضحك ذلك الشخص و قال " يبدو انكم تفهمون الموضوع بشكل خاطئ لست انا الشرير هو الشخص الشرير الذي لم يدفع مالي " وحين كان يرمق الجميع بنظرات الاستهزاء استوقفته تلك الفتاه ذات الشعر البني الكثيف و قال بهدوء لرجاله " لنعد في الغد".
وحين تشتت الناس اشترت الفتيات الخبز و اخبروا الخباز انهم سوف يساعدونه بما يستطيعون فإن زوجة الخباز صديقتهم أيضا , و حين عادوا للمنزل لم يشعروا ان شخصا كان يتتبعهم و نقل كل المعلومات التي يعرفها عنهم و عن منزلها و عن والدتها الى ذلك الشاب الاشقر تاجون .
تردد التاجر تاجون لزيارتهم في حين لم تكن فلورا في المنزل فقط ليتعرف على والدتها و حين اصبحت معتادة على زيارته ظنت انه شاب جيد لأنها لا تخرج من المنزل , و في يوم من الأيام زارها معه الطعام و قال لها " انا اليوم من سوف يدعوك للطعام , لطالما رفضتي زيارتي ".
اجابته والدة فلورا " انك شاب جيد , كم اتمنى لإبنتي ان تلتقي بشاب مثلك" و حينها طلب يد ابنتها للزواج .
و عندما علمت فلورا بالامر رفضته و اخبرت والدتها ماذا فعل بالخباز و زوجته و بالعديد من الناس الذين اخذوا منه المال.
و تكرر طلبه للزواج منها و لكن كل محاولاته انتهت بالرفض.
فتوجه للخباز و قال له "سوف اعفيك عن كل ديونك ".
فرح الخباز بذلك و لكن كان خائفا جدا من الثمن , فقال تاجون " اريدك ان تضع هذا المحلول في الخبز التي تتناوله والده فلورا , فقط والدة فلورا من يجب ان تأكله , أتفهمني؟".
اصبح الخباز في صراع , هل يحيا بسلام هو و زوجته و اطفالهم و يضع هذا المحلول الغريب في الخبز ام يعيش في نار الديون مدى حياته و حينها قرر ان يضع المحلول في الخبز الذي تفضله والدة فلورا .
وحين اتت فلورا في الموعد لتأخذ الخبز في الصباح اعطاها الطلب و من بعد ذلك اعطاها كيسا اخر و قال لها "هذه هدية لوالدتك و لا تأكليه , فقط لولدتك " ضحكت فلورا و قالت " لا تقلق فأنا لا أأكل الهدايا".
لم يمضي عدة ايام الا و اصيبت والدتها بداء غريب و عزم تاجون ان لديه علاج مرض والدتها بعد ان عجز كل الاطباء عن علاجها و لكن سعر علاج تاجون كان غاليا جدا اما ان تقبل به زوجا او تدين له بالمال حتى تستطيع شراء العلاج , بدأت تتدين المال و بدأ المال يتراكم و بهذا المعدل لن تستطيع سداده و لكن العلاج الذي اعطاها اياه كان حقا يجعل والدتها تتحسن.
وهي ذاهبه لتستلم العلاج من جديد قال لها "هذا اخر دين لك , سددي ثم خذي المزيد".
لم تستطع فلورا سداد المال و تدهورت حال والدتها و بدأت تبكي كثيرا و قررت ان تتزوج تاجون فأوقفتها والدتها بما تبقى فيها من قوة و قالت لها "هذه قد تكون وصيتي الاخيرة لا تتزوجيه , انا اريدك سعيدة حتى ان كانت ثمن سعادتك هي حياتي" .
لم تتمكن فلورا من البقاء و رؤية والدتها تموت , و لبست ردائها و قررت الزواج من تاجون و قبل وصولها لمنزله لحقتها احد الخادمات من المنزل وهي تلهث و قالت لها "والدتك قد ماتت يا فلورا , قد ماتت و اتباع تاجون يبحثون عنك".
تركت المكان راكضه و لكن اتباع تاجون استطاعوا ان يلحقوا بها و كان الجميع على خيولهم و امسكوا بشعرها و لكنها سحبت السيف و قصت شعرها و مشت بين البيوت الضيقة حيث لا يستطيع الخيل اللحاق بها و استطاعت ان تضللهم حتى ذهبت خارج البلدة.
و أنت تعرف باقي القصة.
أنت تقرأ
الأمير فيديل و العوينات : من أين اتيت؟
Fantasyحين يظن ان الحب كله حقيقي , يصدم الامير فيديل بحقيقة العالم بأسوء الطرق فهل ينتقم للحب ام يؤمن به من جديد.