Chapter 2 : "Hopeless"

6.5K 544 132
                                    

إستمتعوا :

لقد كانت صباحية جميلة من أيام شهر فبراير ، لقد استطعت رؤية ذلك من خلال النافذة الصغيرة التي تبعد بضع انشات عني ،  حمدالله انهم يضعونها ، أناس مثلهم ، يستطيعون وضعك بحجرة مملوءة بالمياه لا يتعدى عرضها مترين ثم يأمرونك بكل عنف ان تنام !

لن أكذب انني وقفت على اصابع قدمي فقط لألتمس زخات المطر بأطراف أصابعي ، كانت باردة ، مريحة ، تبعث صفاء بالقلب و تنذر الناس بالخير ، كما انها و بطريقة ما أظنها رحمة الله على عباده ، يغسل بها ذنوب الارض التي ملأت سطحها .. ذنوب كثيرة هي

و بينما اترنح لأنظر ولو للخارج قليلا من تلك النافذة الصغيرة ذات القضبان السميكة تذكرت يوما قراءتي لقصيدة تتحدث عن الشهر

" اهلا يا شهر فبراير
يا شهر الفرحة و السرور  .. " 

اين انا من هذا السرور ؟ ام ان الشاعر كان تحت تأثير المشروب حينها ، لكنني بنفس الوقت تذكرت أن الله قال " قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ، هو مولانا و على الله فل يتوكل المتوكلون  " 

و لم يكن بوسعي سوى حمده و شكره و استغفاره لانني شككت للحظة بأنه ظلمني بما كتبه لي ، و تقرفصت بمكاني المتكون من بطانية ووسادة مليئة بالقش كما لو انني حيوان ولست بإنسان

هل يظنون هؤلاء الحكام  ان ذلك هو اسوء عقاب لي ؟ كسجين ..

و ببينما انا جالس اطالع الحائط الرمادي ، والذي عليه خربشات كثيرة من سجناء كانو مكاني ، و ربما مروا بنفس اللحظة ، تذكرت زوجتي .. و فطائر التفاح التي تصنع بمطلع الشهر ، حيث كنت اتشاطر فرحتي رفقة زوجتي الحبيبة ، و ابنتي و امي ، و ماذا الآن ؟

كيف ستأكل المسكينة فطائر التفاح و تبتسم بعد كل شيئ ، هل هي حزينة لبعدي يا ترى ، هل تشتاق لي كما افعل الآن ؟

و أمي العجوز المسكينة التي نال المرض منها القسط الاكبر ، من سيصلي الفرائض بها و يوقظها لتأدية الصبح

و ابنتي الصغيرة  'عائشة' من  سيحملها على كتفيه و يلاعبها من دوني

" آه .. " تنهدت و مسحت دموعا عالقة بأعيني ، بعد كل شيئ وجب علي التذكر انني رجل تعدى الثلاثين ، و الرجال لا يبكون اليس كذلك ؟

كما ان الموت ليس شيئ  خارج عن المألوف بل هو مصير كل واحد منا ، انا لا اخافه ابدا بقدر ما اخاف على مصير النسوة اللواتي سأترك من بعدي .. هذا انا بالأخير و ليس من الموت مفر

محكوم بالإعدام !

 

7 Minutes | سبع دقـائقWhere stories live. Discover now