Chapter 6 : "Decision"

2.4K 369 54
                                    

إستمتعوا:

لـقد قلت :

بما انه لدي القدرة على الكتابة ، لماذا لم افعلها من قبل ؟ لكن .. ماذا سأكتب ؟ سجين داخل اربع حيطان من الطوب ، باردة و مظلمة ، محرومة عيناي هي من رؤية الفضاء الشاسع .

وحيد وحيد مع تلك الفكرة ، فكرة الاثم و الجريمة ، فكرة القتل و الموت    .

هل هناك شيئ استطيع قوله ؟ انا الذي لم يبقى له شيئ لأقوم به بهذا العالم ؟ مالذي اتوقع انني  سأجده بهذا العقل الفارغ !

لما لا ؟ إذا كان كل شيء من حولي، ورتابة وتغير لونها،بحيث أن  هناك ليس لي عاصفة، والنضال، والمأساة؟

بكل الاحوال ، نظرا لمكانتي الضئيلة بالمجتمع و المهنة الشريفة التي اشغل -بالأحرى كنت أشغل-   قد تعلمت كيفية الكتابة و القرآة ، و بقبل ان اضطجع بعد يوم متعب من العمل ، اقرأ بضع صفحات من كتيبات اقتنيها بهدف المتعة تارة او للتطلع على أخبار حكم الدولة - والتي انا هنا بسببها - تارة اخرى او مجرد ثقافة عامة  مرات عديدة

فلماذا لم أستغل الأمر لصالحي لحد الآن ؟

هذا الهوس الذي يراودني  في كل ساعة، كل لحظة، في شكل جديد، لا يزال يزداد اكثر بشاعة و دموية مع اقتراب الأجل؟

لماذا لا نحاول - أنا لا أقول لنفسي كل شيء - عنيف وغير معروف في الوضع الذي انا به

ومن المؤكد أن هكذا تختصر  حياتي، سوف يكون هناك الكثير في الكرب، في  في تعذيب التعبئة ، هذه السعادة إلى الآخرة ، ما فائدة أن القلم يجف على المحبرة مع ان كليهما متكاملين ؟

أضم كتاب القرآن لصدري بعد قراءة سورة 'يوسف' و كيف صمد بوجه المآسي التي واجهته ، و فكرت انه نبي الله وواجه كل ذلك بصبر وسلوان ، فما بالي أنا ، مجرد سخص عادي لاحول لي ولا قوة لا أستطيع ، بل ان مجرد الفكرة تؤلمني ، لذلك تنهدت بحزن وفتحت القرآن على سورة أخرى محاولا تقوية بصيص الامل بداخلي    ..

" لـقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ماكان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيئ و هدى و رحمة  لقوم يومنون "

محكوم بالاعدام !

7 Minutes | سبع دقـائقWhere stories live. Discover now