Chapter 15 : "Rain"

1.3K 255 49
                                    

استمتعوا :

لقد كان الجو باردا ، كانت تمطر خارجا ، رذاذ المياه القادم من النافذة الصغيرة يصفعني بشدة و انا ملتف حول نفسي بدون غطاء او دفئ .

لقد كنت اشعر بالبرودة تجتاح عروقي لتتشنج عضلاتي و لم يكن بوسعي سوى الدعاء للاله ان تمر الليلة بسرعة ..

أجل ، لقد كانت تلك طريقة اخرى للعذاب داخل تلك الزنزانة البشعة ، يجعلونك عاريا بالجو البارد سوى من الملابس التي تستر جسدك " اللهم لا إله الا انت سبحانك ربي اني كنت من الظالمين ، لا اله الا انت سبحانك ربنا اني كنت من الظالمين " اتمتم و اسناني تصطك ببعضها البعض

اضع اوراقي اسفل مني و اتكئ عليها كي لا تتسخ اثر المياه ، هم لن يمدوني بالمزيد لذا وجب اتخاذ الاحتياط ، تلك الاوراق هي كل ما بقي لي للتواصل مع العالم الخارجي ، مع عائشة صغيرتي ..

اغمض عيناي بشدة ، صوت الرعد دوى بالمكان ، لم يكن شهر فبراير كما توقعته ان يكون لذا ، عدت للدعاء من جديد " الرعد يسبح بحمده و الملائكة من خيفته "

الا يهابون عذاب الله ؟ هؤلاء الظالمين ؟ الا يحق للسحناء ولو .. غطاء دافئا ربما ، صدقوني لو مدوني حتى بقطعة قماش بالية احتمي بها لدعوت لهم بالتوفيق ، لكنهم لن يفعلوا حتى بعد الف سنة من الآن !

النوم .. لم يعد يريد زيارتي ، بل الارق صار افضل صديق لي ، اقرب اللمبة لعلني استشعر قليلا من دفئ شمعتها ، وكما لو ان الحظ يكرهني انطفأت اثر الرياح القاسية

تنهدت من غير حيلة ووضعت كلتا يداي اسفل رأسي بينما اتكأت ، جسدي يرتعش كريشة ، لم اعد استطيع ان اصدر صوتا بل هو مجرد انين واهٍ " ما ذنبي ، ماذنبي يا الله " ، امسح دمعتي ، تلك التي ادفئت خدي ، ادير نظري وسط الزنزانة ، ولم يكن الامر ابشع من ظلام و سكوت مخيفين

اكره الظلام !

البرودة اخذت تداعب رجلاي ، تمنيت لو كانت برودة الموت ، لعل ملك الموت اخيرا نظر اتجاهي ، ولم يكن بوسعي سوى الابتسام و الاسترخاء اسفل الذبذبات التي اجتاحت مسامعي .

محكوم بالاعدام !

7 Minutes | سبع دقـائقWhere stories live. Discover now