ذئاب لا تغفر
الفصل السابع عشر :
في قصر عائلة الجندي ،،،
أعـــد مهاب حقيبته للسفر ، وتأكد من وجود كل ما يحتاجه بداخلها ، ثم ولج خـــارج غرفة نومه ، ووقف على مقربة من الدرج ، وصـــاح عالياً :
-عفاف .. ابعتي حد ياخد الشنطة من أوضتيأتـــاه صوتها من الأسفل وهي تجيبه بنبرة رسمية :
-حاضر يا مهاب باشانظرت له ناريمان بجدية وهي تسير في إتجاهه وتحمل بين كفيها قدحاً من الشــاي ، وسألته بنبرة عادية :
-خلاص ، نويت تسافر ؟رمقها بنظرات مطولة قبل أن يوليها ظهره ويتجه نحو الغرفة قائلاً بنبرة منزعجة :
-أهـــا ، ويا ريت ما تسألنيشســـارت خلفه وهي عابسة الوجه ، وأردفت بتجهم :
-مش ناوي تطمن على بنتك الأول وتشوف عملت ايه مع عريسها ؟رمقها بنظرات مستهزأة من طرف عينه وهو يجيبها بسخط
-مش لما تكون جوازة عدلة الأول ، ما انتي عارفة كويس هما اتجوزوا ليه !
-بس at least ( على الأقل ) هما اتجوزوا
-مش فارقة ، انا ورايا شغل وعاوز انتهي منه
-اوكي يا مهاب .. براحتك !!ثم تركته بمفرده ، وإنصرفت خــــارج الغرفة ..
بينما أمسك هو بهاتفه المحمول ودسه في جيبه ، وإرتدى ساعته في يده ، وتوجه نحو الخـــارج وهو يغمغم لنفسه :
-فرصة أبعد شوية و ارتاح من القرف ده كله ، وأشوف نفسي يومين !....................
على مقربة من القصر ،،،
ترجلت فردوس من الحافلة وهي تلهث بسبب الحرارة العالية والزحـــام الشديد ..
مسحت بطرف حجابها جبينها الذي تصبب عرقاً من المجهود الذي استهلك طاقتها ، وجابت بعينيها المرهقتين المكان ..
ثم إبتلعت ريقها في حلقها الجاف ، وحدثت نفسها بصوت لاهث قائلة :
-أنا كنت جاية من هنا ، و.. والواد قالي أمشي من هنا ..!خطت نحو طريق فرعي بخطوات متثاقلة ، وحدثت نفسها بإصرار رغم الإجهاد البادي عليها :
-آآه يا ركبي .. معنتش قادرة منها ، استحميلي يا فردوس عشان بنتك !بعد دقائق قليلة كانت تقف هي على مقربة من بوابة القصر الحديدية ..
تابعت بحذر شديد حركة الحرس المرابط أمام البوابة .. وهي مسحت بلسانها على شفتيها المشققتين ، ثم تشبثت بحافظة نقودها الصغيرة ، وســـارت بخطوات واثقة في إتجاه هذا الضخم الذي تحدثت معه من قبل ..رأهـــا الحارس جمـــال وهي تقترب منه فإمتعض وجهه على الفور ، ونفخ بضيق ، وتحرك بخطوات سريعة صوبها ..
إرتسم على ثغرها إبتسامة رضـــا حينما رأته يقترب منها ، وقالت بتلهف :
-ازيك يا ابني ، فــ.. فاكرني ؟أمسك بها الحـــارس جمـــال من ذراعها ، ودفعها بقسوة نحو الجانب ، وصر على أسنانه ناطقاً بغلظة :
-تعالي معايا يا حاجّة !
نظرت له وبريق من الأمــل يلوح في عينيها قائلة :
-أنا كنت عايزة آآآ..
![](https://img.wattpad.com/cover/96577191-288-k755554.jpg)
أنت تقرأ
ذئاب لا تغفر 2- لمنال سالم
Romanceالمقدمة حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها ... فكيف ستنجو هي من...