ذئاب لا تغفر
الفصل الثامن والخمســـون :
(( الأخـــير – الجزء الثاني ))في مشفى الأمراض النفسية ،،،،
أشــــار الطبيب بيده إلى طــــاولة ما تجلس عليها ليــان ثم أردف قائلاً بجدية إلى تهاني الواقفة إلى جواره :
-هي اللي أعدة هناك دي !وضعت يدها على صدرها لتشعر بضربات قلبها المتلاحقة ..
نظر نحوها الطبيب وهو يتابع بنبرة محذرة :
-بس خلي بالك وإنتي بتكلميها ، مش لازم تعرف إنك أمها، إنتي بالنسبالها واحدة غريبة ، جاية تقعدي معاها شويةأومـــأت برأسها وهي تجيبه بسعادة :
-حاضرأسند عــدي كفه على كتفها ، ونظر لها برجـــاء وهو يهتف بخوف :
-مدام تهاني مش هاوصيكي ، ليان آآآ...قاطعته بنبرة حانية وهي تزيح يده من عليها :
-دي بنتي ، ماتوصنيش عليها !ثم تركته وســـارت وعلى وجهها إبتســـامة أمـــل بلقـــاء ابنتها الغالية ...
تحركت تهاني بخطوات محسوبة نحوها ، ولم تحيد بعينيها عنها ..
ركض قلبها نحوها قبل ساقيها ..
لمحتها وهي تنظر بشرود أمامها ، وتمعنت بدقــــة في تفاصيل وجهها ..
كم أن ملامحها تقـــاربها بدرجة كبيرة ..
هي تشبهها ، بل على الأحــرى أن نقول هي صورة مصغرة منها في شبابها ...
إعتلى صدرها وهبط وهي تقترب منها حتى صـــارت على بعد عدة خطوات ..
وضعت يدها المرتجفة على صدرها ، وخفق قلبها بشـــدة ، وتلاحقت أنفاسها ..
لهثت بصوت مسموع ، وصمت دقـــات قلبها العالية آذانها ..
أخـــذت نفساً عميقاً وحبسته في صدره لتسيطر على حالة الإرتباك التي تتملكها ..وقفت خلفها ، ومـــدت يدها للأمـــام لتتلمس خصلات شعرها ، ولكنها قبضت يدها وسحبتها للخلف سريعاً ..
راقبهما الطبيب وعـــدي بتوتر شديد ..
فهي لحظة حاسمة لكلتاهما .. ونتائج هذا اللقاء سيترتب عليه الكثيرإبتلعت تهاني ريقها ، وتحركت للأمـــام وهي تهمس بصوت متحشرج :
-إحم ... صـ..صباح الخيرلم تنظر لها ليـــان بل ظلت محدقة أمامها بحـــزن بادي في عينيها ..
ضغطت تهاني على شفتيها بقوة لتمنع نفسها من البكاء ، وأدارت رأسها للجانب وهي تضع يدها على أنفها ، ثم أغمضت عينيها متحسرة على حــال إبنتها ..
نظرت لها ليـــان بطــرف عينها دون أن تنبس بكلمة .. ومن ثم حدقت أمامها مجدداً ..
جلست تهاني إلى جوارها ، وفركت أصابعها بتوتر وهي تردف بخفوت وتلعثم :
-أنا .. أنا آآ.. شوفتك أعدة لوحدك من بعيد ، فـ.. آآ.. فقولت أقعد معاكي شويةزفــــرت ليـــان بعمق ، ولم تجبْ عليها ..
مدت تهاني يدها بحذر نحو ذراع ليان لتلمسه ، فهاجت عواطفها ، ونظرت لها بحنو أمومي حقيقي سائلة إياها بصوت دافيء :
-مالك يا بنتي ؟ ساكتة ليه ؟
![](https://img.wattpad.com/cover/96577191-288-k755554.jpg)
YOU ARE READING
ذئاب لا تغفر 2- لمنال سالم
Romanceالمقدمة حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها ... فكيف ستنجو هي من...