الفصل الخامس والخمسون

30.3K 494 51
                                    

ذئاب لا تغفر
الفصل الخامس والخمســـون :

في الفيلا القابعة بالمنتجع السياحي ،،،

جـــاب أوس الصالة الواسعة ذهاباً وإياباً وهو يزفـــر بصورة متوترة ، ثم رفـــع رأسه للأعلى ليرى إن كانت تقــى قد إنتهت من إرتداء ملابسها ، وفي إتجاهها للنزول ..
تحسس بيده طرفي ياقة قميصه الأســـود ، وتأكد من غلق غالبية أزراره حتى لا تنتبه هي إلى تلك الخدوش التي أحدثتها بصدره حينما كانت تحــاول تحرير نفسها من أحضانه ..
نظر إلى ســاعة يده وهو يحدث نفسه بضيق :
-ممم.. 5 دقايق وأطلع أشوفها !

.......................

في نفــس التوقيت كـــانت تقى تقف مشدوهة على عتبة المرحـــاض غير مستوعبة أن مـــا عاشته كان مجرد حلماً لا أكثر ..
دلفت إلى داخـــل المرحــاض ، وتأملته بنظرات دقيقة ، وخاصة ستائر النافذة ذات اللون البيج ، وتلمستها بأصابعها وهي تضيق عينيها في حيرة ، ومحدثة نفسها بإندهاش بـ :
-غريبة ! الستاير لونها وشكلها غريب !

إلتفتت برأسها ناحية سائل الإستحمــام والشامبو ، وزاد إنعقـــاد ما بين حاجبيها حينما رأت العبوات مختلفة في النوع والشكل – وكذلك الرائحة – وتابعت حديث نفسها بإنهــاك بـ :
-الظاهر إن تعب اليوم طلع عليا ! ماهو مش ممكن أكون اتوهمت ده كله ، ومافيش حاجة حصلت !

عـــادت أدراجها إلى الغرفة ، ومطت شفتيها للأمـــام وهي تحاول تذكر أين وضعت حقيبة سفرها .. فرأتها في زاوية الغرفة ..
فســـارت ناحيتها بخطوات متهادية ، ثم جثت على ركبتيها ، وبدأت تتفقد ما بها من ملابس ..
أمعنت النظر في الثياب الجديدة ، وهمست قائلة لنفسها :
-أنا هالبس حاجة طويلة ، مش عاوزة أحس إن عينيه شايفة جسمي ، كده أضمن !

وبالفعل أخـــرجت تقــى من الحقيبة بنطالاً قماشياً يشبه التنورة في تصميمه ولكن أرجله واسعة من اللون الأســـود ، وبه حــزام عريض فضي .. وإنتقت كنزة بيضاء اللون ومتوسطة الطول من الحرير ذات أكمــام قصيرة ، ومن أعلاها قررت إرتداء " كــارديجان أســـود " – أي سترة قماشية طويلة تغطي الأرداف وما بعدها بمسافة معقولة – وذي أكمـــام طويلة فضفاضة لتضمن تغطية جسدها وعدم تجسيم تفاصيله ..
إبتسمت تقــى لنفسها في رضــا بعد أن وجدت مبتغاها ، ونهضت عن الأرضية ، ثم أمسكت بالثياب بكلتا يديها ، ودلفت إلى المرحـــاض لتبدل ملابسها على عجــالة ..
..............................

زفــــر أوس مجدداً من الضيق ، ونظر في ساعته بتوتر .. وأردف قائلاً بإنزعـــاج :
-الظاهر صنف الستات واحد ، في التأخير أساتذة !

ظل يركل الأرضية اللامعة بمقدمة حذائه الأســـود ، ثم أخــرج هاتفه المحمول من جيبه ، وظل يعبث به محاولاً إلهـــاء نفسه ...
..........................

نظرت تقــى إلى إنعكـــاس صورتها في المـــرآة بإنهبار واضح في نظرات عينيها .. فقد كانت الثياب مناسبة لها بشكل غير معقول .. فتلك هي المرة الأولى التي ترتدي ملابساً باهظة الثمن ، ومن مــاركات عالمية ..
فجل ما إرتدته كانت تشتريه بصحبة والدتها من الأســواق الشعبية أو من ســوق المستعمل إن تعذر الحـــال ..
تغنجت بجسدها قليلاً لتتأكد من عدم بروز أي مفاتن لها أثناء حركتها ..
رمشت بعينيها مذعــــورة حينما تذكرت أنها لم تؤدي فرائض اليــوم ، فأســرعت بالوضــوء ، وتجفيف وجهها ، ثم بحثت عن حجاب لائق لترتديه ..
ومع هذا وقفت حائرة في مكانها ، فهي لا تعرف إتجاه القبلة ، فحكت رأسها بضيق ، وزمت ثغرها قائلة :
-طب أستدل عليها إزاي ، مممم..

ذئاب لا تغفر 2- لمنال سالم Donde viven las historias. Descúbrelo ahora