Chapter 1

8.8K 207 63
                                    


حركت مارجريت اصابعها المرتعشة بتوتر تحت تأثير نظرة مديرها الغاضب ، مدركة ان مديرها لن يسامحها هذه المرة لتأخرها عن العمل .
وكانت مارجريت تعمل في احدى مكاتب بيع العقارات .
رفعت بصرها نحو مديرها روبرت ثم عادت لتحريك اصابعها بعصبية .

فقال لها بغضب ظاهر

" هل لديك اي تبرير ؟ "

فتحت فمها لتتكلم وتجيبه بقوة لكنها عادت لصمتها وحركت كتفيها كعلامة لاستسلامها .
لن يفيدها الرد فيبدو ان روبرت عازم على فصلها من العمل .
وفي الحقيقة فإن مارجريت ترحب بهذا الطرد برحابة صدر .
فتربية طفلها  البالغ من العمر عدة اشهر ، تحتاج وقت اكبر كهذا الذي تقضيه في عملها .

ثم انها لا تحتاج للكثير من المال نظرا لوجود زوجها تايسون والذي يعمل كطبيب للجراحة .
شعرت ببعض الضيق سرعان ما تخلصت منه بعد ان امسكت بحقيبتها واجابت ببرود

" لا تتعب نفسك ، فأنا استقيل "

نظر اليها باستغراب كونه لم ينوي يوما طردها ،لكنه يحب اغاظتها واستفزازها .

والتخلي عنها سيكون صعبا كونها مجتهدة في عملها وتكن الشغف لمهنتها .

ابتسمت بسخرية حين لاحظت نظراته المترددة وادارت له ظهرها ثم غادرت المكتب بسرعة .
وما ان استقلت المصعد الكهربائي حتى تنفست الصعداء وزفرت الهواء وكأنها كانت في حاجة له طيلة مكالمتها لمديرها .

خرجت من المبنى بفرح لتتجه نحو اقرب هاتف عمومي .
فكرت انها ستهاتف مربية طفلها لتعلمها بموعد عودتها المبكر الى المنزل .

ولكن مربية صغيرها لم ترد على اي من المكالمات المتكررة التي اجرتها مارجريت

" تباً ، اين انتِ ماريا "

شعرت ببعض الغضب والقلق ، لكنها ما لبثت ان اقنعت نفسها بامكانية انشغال ماريا حاليا بطفلها وعدم تمكنها من الرد على الهاتف .
وقررت بعد برهة ان تكمل مشيها لتعود لمنزلها .
رفعت مارجريت راسها عاليا تحدق بالغيوم ، وفكرت انه من المحتمل ان تمطر اليوم بغزارة .
اسرعت بخطواتها نحو المكان الذي ركنت فيه سيارتها الفضية .

ثم قادت بحذر الى ان وصلت حديقة منزلها ، حيث ركنت سيارتها في المرآب وخرجت منها بعد ان اطفئت المحرك .

لكنها شعرت بقلق مفاجئ حين لاحظت عدم وجود اثر لسيارة ماريا مربية طفلها داني .
هرعت نحو مدخل منزلها المكون من طابقين ، ودخلت من الباب بهدوء ، وكانت الغرف مظلمة فشعرت بالرهبة والهلع .

ثم بدأت الافكار السيئة تجول في خاطرها .
نادت بإسم ماريا عدة مرات دون اي رد ، فركضت على السلالم متجهة نحو غرفة صغيرها داني .
ثم فتحت باب غرفته لتجده نائما في سريره بسلام ، لكن لا اثر لماريا .

" اين ذهبت بحق السماء ؟ " تمتمت مارجريت بغضب .

والقت نظرة اخرى نحو صغيرها داني لتخرج من الغرفة بسرعة .
وقد قررت البحث مجددا عن ماريا في الطابق الارضي ، علَّها لم تسمع نداء مارجريت في البداية .
وما ان وصلت الى الطابق الارضي وبدأت بمناداة ماريا حتى سمعت صوت خطوات ثقيلة في الطابق العلوي .

وكان المنزل هادئا بشدة سوى من ذلك الصوت المنخفض الذي اثار ريبة مارجريت وحيرتها .
فكرت باحتمالية كون ماريا هي مصدر الصوت لكنها عادت لتنفي ذلك بعد ان ادركت كون ماريا لا تملك جسدا ثقيلا يمكنها من اصدار هذا الصوت اثناء سيرها .

تحركت مارجريت بتوتر ، لا تدري ماذا تفعل وحاولت اقناع نفسها ان ماريا هي من في الاعلى .
لكن حبها لطفلها جعلها تتوهم الكثير من الامور فسارعت في امساك سكين المطبخ الموضوع في مكانه .

وصعدت السلالم بحذر متمنية ان تسير الامور على خير ما يرام وان تقابل مربية طفلها في الاعلى .

وما ان اقتربت من باب غرفة رضيعها حتى سمعت همسا خفيضاً صادر من الداخل ولا ينذر بخير .
ذعرت حين ادركت ان رجلا غريبا يقف في غرفة صغيرها .

وارتفع صوت بكاء داني ليزداد الهمس في الداخل .

فورا رفعت مارجريت السكين الى مستوى كتفها باصابع مرتعشة ودخلت الغرفة .

**********

احببت قاتلي ( النسخة المعدلة والنهائية ) Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang