Chapter 5

2.5K 91 19
                                    

وقفت مارجريت في مكانها بعد ان دعت سوزي الى منزلها ، ثم خطت نحو غرفتها لتجلس وتراقب صغيرها في انتظار المربية .
كانت تراقب الساعة وكأن عقاربها المتحركة تكاد تلدغها ، واضطرت للانتظار ما يقارب ثلث الساعة ريثما وصلت سوزي الذي فزعت من منظر الصحون المتكسرة,  فخاطبتها مارجريت مطمئنة

" كنت غاضبة ، تشاجرت مع زوجي في الامس وقد غادر المنزل مسرعا "

لم ترد الاعتراف بما جرى خوفا من ان ترتعب المربية وترفض مجالسة داني بينما تذهب مارجريت لملاقاة ذاك الغريب .
ارتبكت سوزي وقالت مرتعشة

" نعم ، اسفة ظننت ان امرا سيئا قد حدث "

ضحكت مارجريت بتوتر وقالت

" لا ، لا نحن على ما يرام "

واخرجت مارجريت رسالة مطوية داخل مظروف مغلق ومختوم من جيبها ، ثم وضعتها في كفة يد سوزي وهمست

" اريدك ان ترسلي هذه الرسالة الى قسم الشرطة اذا ما لم اعد انا او زوجي في الغد "

" مركز ال.. ما الامر سيدتي ؟؟ هل انت بخير!؟"

" نعم نحن بخير لا تقلقي ، كل ما في الامر اني ساقضي مدة طويلة في البحث عن تايسون وقد لا يعود في الغد ، وقد كتبت في الرسالة رجاءا بوضع داني في ايدي امينة ريثما اعود وزوجي الى المنزل"

لم تكن مارجريت تكذب هذه المرة ، فهي حقا كتبت هذه العبارة في الرسالة ، وهي تدرك ان احدا من الشرطة لن يعر قضية اختفائها اهمية .
تريد على الاقل ضمان سلامة ابنها الوحيد !
ثم اردفت قائلة

" واني اعلم مدى انشغالك هذه الفترة خصوصا بعد دخولك الجامعة ولا اريد ارباكك بعمل اضافي ، ساكون ممتنة اذا ما نفذتي كلامي "

ابتسمت سوزي وقالت بتقدير صادق

" لا تقلقي ، لن اخذلك "

ابتسمت مارجريت بارتجاف واتجهت نحو طفلها النائم في سريرها .
انحنت بثبات وقبلت جبينه النضر ، ثم ازاحت خصلات شعره اللامعة جانبا لتتمعن في تفاصيل وجهه وتقاطيعه ، كان كالملاك في نومه الهادئ ، وقبلته مارجريت مجددا واستنشقت رائحته الطفولية .

التفتت لتجد ان سوزي قد غادرت الغرفة كي تحضر كتابا من المكتبة .
فنظرت الى طفلها نظرة اخيرة وغادرت الغرفة على عجل ، وادركت ان تشنج عضلاتها المتوترة يمنعها من الحركة ،فقررت اخذ حمام منعش قبل الموعد المقرر .

ملأت حوض استحمامها بماء معطر برائحة الياسمين ،واسترخت في المياه الدافئة منتظرة مرور ساعة اضافية كي تخرج وترتدي ملابسها وتغادر المنزل نحو المكان المطلوب .

وبعد ان امضت وقتا كافيا في عزلتها المنعشة خرجت وقد عاد اليها توترها وقلقها القديم ثم ارتدت ملابسها على مهل .
سرحت شعرها شاردة وحدقت بصورتها في مرآة الحمام وقد اصابها الذهول لاقتراب نهايتها .

بعد نصف ساعة بالضبط كانت مارجريت في سيارة زوجها الزرقاء مجددا وهذه المرة دون طفلها الحبيب .

احببت قاتلي ( النسخة المعدلة والنهائية ) Where stories live. Discover now