Chapter 4

2.5K 91 6
                                    

داست مارجريت على الفرامل بقوة لتقف السيارة وسط الطريق بضجة صغيرة ، واحتارت فيما تفعله ، أتسير في طريقها نحو مكان عمل زوجها لتخبره بما جرى, ام تعود بادراجها نحو منزلها كي تخبره بالهاتف فتحصل على ارشادات فورية دون اللجوء الى الطريق العام حيث تختبئ السيارات السوداء بين جموع من المتنزهين والمسافرين ؟

نظرت نحو طفلها الذي غرق في بكاء حاد طلبا لبعض الطعام والراحة ،وهزت رأسها بتصميم وشجاعة ثم قادت سيارتها نحو المنزل بترقب عارم .

اوقفت السيارة في مكان ظاهر كي تسرع في الهرب ما ان تجد احدا في المنزل رغم شكها بوجود اي كان داخله ، وبتثاقل وتعب حملت طفلها متجهه نحو مدخل بيتها حيث دخلت المنزل ووضعت طفلها على الاريكه بهدوء، ثم اغلقت باب المنزل بالمفتاح وعادت من جديد تمسك سكينا اخر من المطبخ بالرغم من ملاحظتها لاثار حطام في المطبخ واثار تكسير لادوات المطبخ الزجاجية وبعض الاواني الفخارية واللوحات الزيتية .

تجاهلت الامر بصعوبة وركزت بمهمتها وفتشت المنزل غرفة غرفة بحثا عن اي احد قد يختبأ في المكان ، وتوقفت بقلق امام غرفة داني قبل ان تدخلها بتوجس وتلاحظ كمية الدماء الهائلة على الارض ، تنهدت ببعض الراحة وعدم تصديق .
ثم نظرت نحو سكينها وهمست بهدوء

" والان اكتشفت مواهب امثالك غير تقطيع الدجاج لوجبة عشاء تايسون "

اعادت نظرها نحو بقعة الدماء اللزجة ارضا وآلمها صدغها حين مس راسها الما قويا اربكها ، وفي منتصف جبهتها تماما احست بألم ثقيل فاختل توازنها للحظة ثم ما لبثت ان سيطرت على نفسها رغم الالم وعادت بادراجها لتحمل طفلها .

وضعت داني في سريرها الكبير بعد ان اطعمته فاغمض عينيه  ينشد الراحة .
واتجهت مارجريت نحو الحمام وقد اجفلها الالم المستمر في منتصف جبهتها .

وقفت امام المرآى بتوجس وامسكت بعلبة دواء صغيرة ثم اعادت النظر نحو وجهها مدركة ان الالم في جبينها كان مألوفا بشكل رهيب .
هذا الالم الذي ما ينفك يتصاعد ، فجأة غلب التشويش على ذهنها وتسابقت مشاهد الى ذاكرتها .
ذاك الرجل الغريب ، يمسك بمسدس اسود ويطلق في راسها الرصاص .

بدى المشهد حقيقيا وواقعيا الا انها هزت رأسها بثقل وعادت بأدراجها نحو غرفتها .

بعد دقائق معدودة كانت قد هاتفت زوجها تايسون والذي لم يجب على اي من اتصالاتها .
اصابها الرعب وقررت الاتصال بالشرطة ، وقبل ان تصل يدها الى سماعة الهاتف كان قد بدأ بالرنين فاسرعت لتجيب ذاك الصوت الخشن والذي قال بهدوء وتسلية

" مرحبا مارجريت "

شدت مارجريت  بقبضة يدها على سماعة الهاتف وتوترت ملامحها حين تعرفت على صاحب الصوت وقالت برجفة حاولت جاهدة اخفائها

" ما الذي تريده مني ؟ "

خافت من ملاحقة هذا الغريب لها وراعها اتصاله بها بعد فترة قصيرة من اقتحامه منزلها .
ضحك بخفوت وكأن الامر مسل وقال متجاهلا سؤالها

" يدهشني عدم اتصالك بالشرطة الى الان "

" إني اعطيك فرصة صغيرة للهرب من العدالة ،شريطة ان تتركني وعائلتي في حالنا "

قال بهزء وسخرية

" حاولي الاتصال بالشرطة عزيزتي ، انت وانا نعلم جيدا ان شرطة البلدة في تضامن تام مع جميع خارقي القانون دون الحاجة لذكر كوني في تواطئ تام معهم "

صمتت مارجريت اسفة ومعترفة في قرارة نفسها بانه محق ، فشرطة بلدتها لا تساهم في كبح الاجرام وقد تتظاهر بمحاولة التخلص من العصابات والمجرمين الا انها ترضخ لأي عملية رشوة او ابتزاز .
هذه احدى مساوئ العيش في بلدة صغيرة تتولى امورها بنفسها .

وضعت مارجريت يدها على جبينها محاولة تخفيف الالم المفاجئ فيه والذي ازداد لسماعها صوت ذاك الغريب .
واردف قائلا بلطف

" زوجك يرسل لك تحياته العطرة .."

جحظت عينا مارجريت التي صدمت لوهلة وصاحت بهلع

" تايسون ؟! هل هو عندك ؟؟! "

" نعم ، هو هنا "

سكت الغريب لوهلة ثم اضاف بصوت بارد كالجليد وببطئ شديد

" امامك ثلاث ساعات ، تعالي وساخاطبك بأمر ما مقابل تحرير زوجك "

" اتتوقع مني تصديق كلامك ؟"

" صدقي او لا تصدقي ، لست برجل يخاف القتل .. الشارع رقم ٧٦ خلف المصنع القديم بعد ثلاث ساعات من الان !"

اقفل الغريب الخط قبل ان تجيبه مارجريت والتي ملأت دموع الهلع مقلتاها وخرج صوتها ضعيفا حين بكت بنشيج متواصل ، آلمتها هذه الاحداث وارهبتها في وقت خافت به على حياة طفلها وزوجها .

جلست ارضا بتوتر ووضع راسها بين يداها بأسى ، ليس لها اي اقارب في هذه البلدة او خارجها فهي يتيمة الام والاب بينما لا تعلم شيئا عن مكان اقارب زوجها الذين غادرو البلدة منذ سنتان .
اي انها ضعيفة ، لا احد ليحميها .

تمالكت نفسها وتوجهت نحو الهاتف وقررت مخاطبة مربية طفلها السابقه " سوزي " وقد تخلت عن محاولة معرفة مكان ماريا .

احببت قاتلي ( النسخة المعدلة والنهائية ) Where stories live. Discover now