Chapter 2

3.6K 111 27
                                    

وقفت مارجريت تتكئ على اطار باب غرفة داني وقد سيطر الهلع على قسمات وجهها حين لمحت ذاك الرجل الواقف بثبات امام سرير طفلها  مديرا لها بظهره , حركت راسها بخوف وراقبت تحركات جسده البطيئة في حين التفت ليواجهها
وراقبت تعابير وجهه الخشنة وقد تصادمت نظراته الحادة واختلجت ,ثم انتقلت عيناه بهدوء وروية نحو جسد طفلها الصغير الذي استلقى هادئا بين يديه , فوجدت مارجريت فرصة لتتمعن في تفاصيل شكله لعلها تكتشف هويته ،فلاحظت معطفه الجلدي الطويل وحذائه القاسي العملي والذي اتسخ بالغبار والاتربة , قبل ان تراقب عيناه الزرقاوات واللتان امتلأتا شجونا وصدمة.

لم تدر ما تفعل , وقفت رافعة سكينها بثبات وقد حيرها وجوم عدوها الساكن , ثم لاحظت سيطرته المفاجئة على نفسه حين اعاد طفلها الى سريره واستدار اليها بابتسامة ساخرة تبطن خلفها معرفة قديمة لم تكن مارجريت لتفهمها .

قال بصوت هادئ اجش

" مارجريت كينغستون , يا له من لقاء"

ارتعشت يداها بتوجس ونظرت اليه بريبة ما كان لاحد ان ينكرها وقالت بصوت مرتعش

" من انت؟؟"

ارتفع حاجبه الاسود المماثل لشعره الحريري وقال بجفاف

" وها انا اشهد يوما لا تعرفينني به "

ارتعشت امام عبارته الغامضة واجابته بتوتر لم يخفى عن نظراته الحادقة

" لا بد انك مخطأ ، لم اكن لاعرفك يوما فهذه اول مرة اراك فيها ، فارجو منك المغادرة "

رفع حاجبه بسخرية وقال مستمتعا
" نعم ، فهمتك .. "

حارت لصمته ووجومه قبل ان تشعر بخطوات ثقيلة تمشي خلفها ببرود .

قال الغريب دون ان يشيح بنظره عنها

" ارى انني لست الوحيد الذي يجب عليه المغادرة "

التفتت بحدة لتقابل مجموعة من الرجال ،يحمل كل رجل منهم سلاحه .
لم تمعن النظر بهم بل استدارت مجددا نحو عدوها وراقبت تحركات داني الخطرة في سريره .

ثم ومن حيث لا تدري واتتها الشجاعة لتدافع عن رضيعها الصغير فقالت بقوة عجبت لها

" اراك لم تحسب حسابا لافعالك ، ما الذي تريده تماما "

اهتز كتفاه برفق علامة اللامبالاة وامال براسه مجيبا

" ستأتين معنا دون مقاومة ، هذا ما اريده في الوقت الراهن ثم ستدركين هويتنا"

تنهدت بحرقة قبل ان تفاجئ الجميع حين استدارت بقوة وبادرت احد الرجال الواقفين خلفها بطعنة في صدره اوقعته ارضا .

الجمت الصدمة افواههم في حين عجزوا عن الاتيان بردة فعل سريعة .
وقد بدى لها انهم قد تلقوا تعليمات صارمة بشأن المحافظة على حياتها وخطفها دون التسبب بقتلها ، فلم يشهر احد بسلاحه،  بل اجتمع الرجال حول الرجل المصاب وبدت الصدمة في عيون ذاك الغريب،  الذي ترك مكانه جانب سرير داني وهرع نحو الرجل .

كانت تلك هي اللحظة الذهبية بالنسبة لمارجريت ، التي ركضت نحو طفلها وحملته بشدة بين ذراعيها ثم هرعت نحو النافذة غير مبالية لصراخ وبكاء طفلها الذي فاجئته تلك القوة في قبضة امه الحنون .

لم تمض ثانية حتى تسلقت مارجريت النافذة متشبثه باطارها بيد واحدة بينما تحمل طفلها بذراعها الاخرى ، لم تبالي سوى بانقاذ طفلها والذي ادركت ان مصيره الموت اذا ما لم تتدخل في الوقت المناسب .

تدلت قدماها فواجهتا قرميدا ثابتا يفصل الطبقة الارضية للمنزل عن العلوية فوقفت بتأن لتلاحظ تجمهر الرجال حول رفيقهم الذي غرق في دماءه  واغمي عليه فورا .
نظرت نحو طفلها مدركة انها لن تستطيع تجنب القفز المحتم عليها ، القفز عن ذاك القرميد ووصولها الى الارض سيتطلب قوة جسدية ونفسية عظمى .

فرضيع بين يداها وخوف عظيم خلفها ، فكيف ستحقق الهرب وقد شارف تمويهها على الزوال ؟
تنفست بعنف وجالت بعيناها في الافق استعدادا لقفزة قد تفقدها طفلها واحترامها لنفسها .

تقتل طفلها في محاولة لانقاذه من الموت ، ما اجمله من انقاذ !

اغمضت عيناها بتركيز عميق وتركت العنان لجسدها دون فقدان تركيزها وتشبثها بابنها.
وشعرت بتلك الهوة تحت قدماها حين قفزت وظهرت الارض جلية وتلاقت بقدمها فتمايلت بعنف دون توازن وحاولت عدم الوقوع حتى نجحت .

ونظرت مارجريت نحو طفلها الذي ازداد بكاءا وصراخا ثم ابتسمت بحمد وشكر .

احببت قاتلي ( النسخة المعدلة والنهائية ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن