٢: من الوجع

5.3K 488 177
                                    

قراءة ممتعة حبيباتي ❤️

*********

" قد يبدو الأمر مجازياً لكن هناك نوعين من الثقوب في روحي : الأول من فعل الزمان ، و الآخر لأنني أحببتك ، و لقد كان الزمان بي رحيماً ! ".

و أخيراً كانت لي القدرة لأتقدم ، لقد شعرت بالقوى تنسلُ من جسدي ، و لكن أدبرتُ و مشيت إليهم بخطى واثقة ، خطوة ، خطوتان ، ثلاث .. تسع ؛ حتى أصبحتُ أمامهم مباشرةً و فاجأتني يوجين عندما مدت ذراعيهـا إلي و احتضنتني إليهـا ، فلففتُ ذراعاي حولهـا.

و قالت بنبرة متحشرجة ، سعيدة بدت و كأني استمعُ لصدى صوتي

- ثمان سنوات حُرمت من رؤية ملامحي فيكِ ، طُوال هـذه السنوات كنتِ فقط تكتفين بالرسائل و رؤوسِ أقلامٍ من الكلمات ، أريد تحطيم وجهـكِ و لكنكِ تبدين جميلة للغاية .

قهـقهتُ بخفة و ابتسامة احتكرت وجهي فأبعدتهـا عني بعد دقائق ، فعرفتُ أن عيناي التمعتا ما إن وقعتا عليه ، فبدا مختلفاً عن المرة الأخيرة التي رأيته فيها ، كان قوي البنيان ، طويل القامة ، عريض المنكبين ، و يفيض رجوليةً ووسامة و قد بلغ السابعة و العشرون من عمره ..

مد يده ناحيتي و قال بصوتٍ عميق و ابتسامة متوترة على ثغره : مرحباً سايجين .

مددتُ يدي نحوه ، و اتصلت يدانا ببعضها ، فقلت على مضض : مـ..رحباً .

حقائبي كانت قد حملهـا تشانيول حينما أعرض تماماً أن أحمل شيئاً منهـا ، و قد كان فعله نبيلاً و لطيفاً ، كنا في طريقنا للمنزل و كنتُ جالسةً في الخلف ، أحاول تجاهـل طيور الحب أمامي ، و لكني تناسيتهـما ما إن نظرتُ خارج نافذتي ، لقد غبتُ قليلاً عن الواقع و علمتُ أني اشتقتُ لوطني ، لهـذا المكان الذي لن أشعر بأني غريبةٌ فيه ، اشتقتُ لأهلي و أصدقائي القدامى ، إضافةً إلى افتقادي شعوري بالأمان و على الأقل أن أفقد قليلاً من الوحشة التي تلقيهـا الوحدةُ في نفسي ، كما أني اشتقتُ كثيراً لوالداي و لم أعلم بحجم اشتياقي إلا الآن !

- لما أنتِ هادئة يا سايجين ؟

صوت يوجين بتر أفكاري ، و تابعت هي بمرح : أم أنني ازددتُ جنوناً و جموحاً فحسب ؟

ضحكتُ بخفة و قلت : إني أحب الهـدوء لا غير !

و أسهـبتُ أنظاري للعدم ، و على وجهي شرودٌ حزين ، متذكرةً كيف كنتُ قبلاً ، كنت مشرقة تماماً كيوجين ، أما الآن إنني أتداعى شيئاً فشيئاً من الداخل !

- لا تعرفين كم أنا سعيدة أنكِ راسلتيني ذلك سيكون جيداً لنفاجئ أمي ، لا تعلمين كيف بدت منذ يومين عندما قلت لهـا أنكِ رفضتِ القدوم لقد أصهرها البكاء و بدت يائسة للغاية من رجوعكِ !

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )Where stories live. Discover now