١٥: صلابة أضلع

3.6K 373 63
                                    


" مناداتكِ لاسمي تحتاج أرضاً ثابتة إذ كل ما في قد ارتعد "

*****

تشانيول كان غاضباً للغاية ، ربما أكثر غضباً من الليلة التي خانته يوجين بهـا ، حتى أنه كان ينفس عن غضبه في السائقين الآخرين ! لم أكن أعلم ما أغضبه ، لربما تلقى اتصالاً من العمل أو غيره ، أو حدث شئ له حين كنتُ مع ويليام ..


- تشانيول !

صدرت عني هـمسة خافتة جعلته يتوقف عن غضبه ، سكن جسده المشتد كوتر و هـو يهـمس بخشونة : نعم ؟

تجولت عيناي في مجحريهمـا و كنت أريد أن أفتح أي حديث قد يلهـيه عن غضبه المستعر هـذا ، فقلت بعد لحظات : السيد بيكر ..

توقفت عن الحديث لأرى إن يكون الموضوع يروقه لأكمله ، فشعرت أني جذبت انتباهه بالكامل فتابعت : إعجاب السيد بيكر بي يعجبني قليلاً ، لقد كانت كل الموظفات تتلهـفن لرؤيته و كان يذهـب لي فقط و إعجابه بي ..

قال بضيقٍ ووجوم : نعم ! و يغذي غرورك الأنثوي !

- نعم إنه رجل بمعنى الكلمة ، رجل ذكي و وسيم و قد وصل إلى ما هو عليه الآن بيديه و لم يساعده أحد ، في كثير من الأحيان يكون هؤلاء الرجال ذو معدن أصيل !

بزغت أوداجه و هـو يتطلع أمامه و يهـتف بحنق : أو مجرد حثالة يتاجرون بطرق ممنوعة للوصول إلى ما يريدونه !

آثرنا الصمت ، كل ما حولنا كان متوتراً حتى الهواء كان بيننا متوتراً ، إلا أن الأمر لم يحتاج لذكاء لأعرف أن شعلة النار التي تجلس بجانبي تكاد تحرقني بغضبها ! فقلت بصوتٍ قاطع : أنتَ غاضب !

صاح بغضب و أسنانه تصطك ببعضهـا : لا لستُ كذلك !!

- بل أنتَ كذلك .

بصعوبة كان قد أفرج عن ابتسامة سرعان ما تلاشت و بقي وجهه العابس ، ثم أخذ يصرخ بصوتٍ مكبوت و عضلات وجهه متشنجة

- أنا سعيد .. بل سأطير من البهـجة و لستُ متضايقاً كما تزعمين !!

حسناً لقد جُن هـذا الرجل تماماً ! تراجعت لأجلس على الكرسي و قلت بإرهـاق و قد بدأ غضبه يستنزف طاقتي : تشانيول ! ما الذي حدث لتغضب بهـذا القدر ؟ أرجوك لو كنت السبب فلتخبرني فحسب لأني لا أذكر أنني فعلت شيئا قصدتُ به إغضابك .

رد بوجوم : لا تشغلي بالك ! لقد طرأ شيئاً بالعمل ، سأوصلك للمنزل و من ثم أذهـب للشركة .

كانت آخر مرة أراه فيهـا منذ أربعة أيام ، كلما سألت أمي عليه أخبرتني أنه يعمل ليل نهـار دون توقف ، لربما كان لا يأتي بسبب يوجين !

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )Donde viven las historias. Descúbrelo ahora