١٣: أنت قاتلُها

3.8K 361 80
                                    


سأكون ممتنة لتعليق جميل ❤️.

" كيف لقلبٍ منهـك أن يسير و حُمُولَهُ تُثقل وريده و دقاته!".


******

توقف أمام النافذة التي تحتل الجدار كاملاً ، و راقب اندفاع الشمس لتغيب بين الظلمات ..

تنهـد بضيق ، منذ ثلاثة أيام و هو هـنا في هـذه الشقة يشعر بالوحدة بعد أن خرج غصباً من بيت السيد سو هـونغ حتى يتفادى التعرض لهـا ، هو يعلم أنه بقدر صلابته لن يحتمل أن تطل من حدقاتهـا العتب ، و على ماذا تعاتبني ؟ فكر بضيق و حنق ..

و رغم ذلك هـي لن تتفهـم أبداً ، أسبابه جميعهـا هـي لن تتفهمها برأسهـا المتحجر هـذا ، المرأة الجديدة التي هـي عليهـا هـو غير قادر على فهـمهـا و هو يرى أنهـا تتشاجر مع أياً كان ، خصيصاً إن تعلق الأمر به بطريقة ما فإن حفيظتهـا تثور ، و هو يعرف و لكن يستغرب ..

عاود الجلوس على الأريكة ينظر لكل شئ بعينان لا تريان ، ألم ذاك الذي احتل عضلات صدره و هو يشعر بالوحدة مجدداً تنهـش عظامه ، كم يتمنى أن ترجع أسرته مثلما كانت مجدداً !

و لكن الأمر صعب الآن و قد غطاهما الثرى ..

والديه ! كم يشتاق لهـما و يرغب بأن يحتضنهـما و يقبل يديهـما و يطلب السماح ، كم كان غبياً وقتهـا حين مرغ رأسيهـما في التراب ، حين تفوقت عليه شياطينه و انساق لطريق وعرٍ يدرك الآن فداحته ، كانا يقدمان إليه كل ما يحتاج من أسرة داعمة و حنان و حب لم يجده سوى معهما ، و هو بكل رعونةٍ و طيش يفعل فعلته دون أدنى اهتمام لما ينساق وراءه ، سنة جحيمية قد عاشهـا و هو يواجه كل ما يفعل بعينين مغيبتين تحت تأثير مُخدر ، لقد كانت فعلته التي كسرت عودهـما حزناً و أبعدت الجميع عنه حتى صغيرته يوجين ، التي كان ينظر لهـا من بعيد يراقبهـا حينما يشعر بالضيق فيزداد أضعاف الأضعاف لرؤيتها على حالٍ آخر لم يعتاده .

طوال سنة كاملة هي كانت تظن بأنه قد سافر و تركها كما الجميع قد ظن عدا والديه ليتعالج من عواقب فعلته ، تلك السنة كانت صعبة للغاية حتى تعافى و سافر ليكمل دراسته التي توقفت لسنة في الخارج ، و بعد موت والديه هو كان يرجع لوطنه لوقتٍ قصير دون أن يخبر أخيه حتى و دون أن يلتقيه ..

أضاءت شاشة هاتفه باسم تشانيول فتبسم و هو يتناوله ، كم اشتاق لأخيه الأحمق ، الذي رغم جفاءه معه في كثير من الأحيان كان يعامله بحنان أخوي ينضح من قلبه ..

تسرب صوت أخيه إلى مسامعه فشعر بالحنين يتدفق من جوارحه ، كم كان أحمقاً ليدمر عائلته !

بعد قليلٍ من الأحاديث التي تبادلاها استمع سونغ هيون لصوتٍ الباب كأن أحداً ما قد دخل الغرفة التي كان تشانيول يحتلها ، شعر بالصوت الرقيق يزهر قلبه فتبسم ، قالت : مع من تتحدث ؟

مثيلتها في المرآة ( الجزء الأول )Where stories live. Discover now