في ذلك اليوم..

343 48 83
                                    


في ذلك اليوم، حينمَا عشقّتَ الكتابة، وإنتزعّت الخبرةَ من جذورها، وإستئصلتَ التطور من عمقِ قلبها في صلبها

في تلك الساعة التي كانتّ تحركُ عقاربها بملل، لم تعلم تلك الساعة المتململة أنها لحظةٌ عظيمة، صرختك المسرورة لكتابتكَ لأولِ رواية أو قصة

حينما ركضتَ خلفَ أثاريرِ الغرف وفي كلِ زاويةِ بيت، وصخبكَ لم يخرس بل لم يشأ أن يخرس أو حتى يفكر بذلك

فهوَيت أن تسابقَ الريح، لتنطلقَ كالصاروخ، فتصلبّت بوقفتكَ أمامَ والدتك

ومددّت يدك بعرضة التي تحملُ روايتك الأولى، فقرأتها والدتك وأخذت بمجاملتك، رغمَ شدّة علمها بأخطائك الكبيرة التي لا حصرَ لها

لتصرخَ ثانيةً معلناً جولةً أخرى من مسابقةِ الريح، لتتصلبّ أمامَ أحدِ أشقائك

فمددّت يدك ثانيةً لتريهِ قصتك الممزوجة بالأخطاء، فلم يشأ لك، وبدأ بمدحك ناوياً المجاملة عرضةً،

وحينما دقّتِ الشمسُ بكفّها على نافذتك، ثمّ نظرت لساعتها، لتنظرَ لذلك التأخير عن مدرستك، فركَلت النافذة بقوة لتستيقظَ فزعاً

فنهضتَ صارخاً مرةً أخرى وأخذت تستحمُ بالماءِ الدافئ، فطرقت والدتك بابَ دورة المياه، لتصرخ بقولها أنك تأخرت

خرجتَ بسرعة لترتدي حقيبتك وتركض مسابقاً الريح لجولةٍ ثالثة، حتى سقطتَ أمامَ بوابةِ المدرسة بدراما بينما تلهَث، فرآكَ الحارس ليركلكَ مدخلكَ إلى أوساطِ ساحةِ المدرسة

نهضتَ بألمٍ لتحملَ حقيبتك، فركضت إلى الداخل، وحينما وصلتَ لفصلك

فقَد ركلتَ الباب بقوة، ليصرخَ الباب بدقاتٍ كثيرة، ويرتطمَ بالجدارِ الذي صرخَ هوَ الآخر

فسقطَ المعلم بفزع لتبدأ بالسقوطِ ببطئٍ ودراما، فركلكَ الأستاذُ إلى مقعدك الذي كانَ في مقدمةِ جيشِ المقاعدِ خلفكَ ذاك..

وفي فترةِ الإستراحة، أخذتَ تركض كأنك حِزتَ كأسَ الأوسكار لفوزكَ في ثلاثةِ جولاتٍ ضد الريح، مهلاً .. وما دخلُ جائزة الأوسكار في ذلك؟

لتبدأ بالنحيقِ صارخاً بينما الجميعُ ينظرُ لك بملل، لترمي الرواية على وجهِ صديقك الذي أخذَ يقرأها، فرآكم المعلم ليخبرك أنك ستقرأ هذهِ الرواية أمامَ الطلبة في الغد في الإذاعة المدرسة..

وحينما أتى اليومُ التالي، لم تستيقظ، فإضطرتِ الشمس لأن تحطمّ النافذة لتدخل كمجرمٍ ما، فوضعت إصبعها على ثياب لتبدأ بالحريقِ قليلاً

فقفزتَ فزعاً إلى دورةِ المياه، فإنزلقتَ وإرتطمتَ بالأرضية

فحدثَ ما حدث، وركلكَ الحارس مرةً أخرى لأوساطِ المدرسة، لتصل لفصلك ويحدث ما حدث

لكن كانَ المدير متواجداً، لتبدأ بالإبتسامِ ببلاهة ونظرةُ الحماس تبدّلت للتوتر

فألقيتَ كلماتِ روايتك على آذانٍ صاغية كانت أمامك، ليبدأ الجميعُ بمدحك، وأنت تُمثل التواضع،

تلك اللحظات الجميلة التي كتبت فيها أولَ رواية وتشّوقتَ لنشرها وتشهيريها، صحيح أنها ربما تكونُ مليئة بالأخطاء، لكنها تبقَى الأعزَ إلى قلبك

لا يهمّ إن كانت قصتك ليست كما أعلاه، ففي النهاية..أنا أتحدثُ عن أقربِ روايةٍ أحببتها وأنشأتَ لها جناحاً فاخراً بالمجّانِ في فندقِ قلبك.

...

مجرد كلمات تشجيعية وتذكير إن الكل صار مجنون لما كتب أول رواية☻💔-مجربّة-

لما كتبت أول رواية كنت جالسة أكل بطاطس ورميته على الأرض وجلست أرقص الحمدلله إن محد شافني وبعدها لملمت البطاطس في الكيس وأخفيت آثار الجريمة🗿~

-شاركنا بقصتك؟

ترى إلي فوق ماهو قصتي في الكتابة🗿💔

"تَلأّلأ كَالقمّرِ" الجُزء الأولWhere stories live. Discover now