Part 8

985 117 42
                                    

بعد يومين من تلك المحادثة الحادة التي جرت بينهما ، كانت بالكاد تراه عندما يقدم لها الطعام دون ان تسمع صوته ابداً
حرمها صوته وكلامه منذ ان افصحت عن حقيقته التي ادركتها امامه

خلال نهار ذلك اليوم ، كانت تتحرك ذهاباً واياباً في غرفتها دون كلل
تفكر به ، بدا هذا اليوم اكثر غرابه ، حيث انه حتى اللحظة لم يظهر ابداً
حتى انه لم يقدم لها. الطعام ، ولم تسمع اي صوت خارج الغرفة يدل على وجوده في المنزل
باتت تشك انه خرج من المنزل بهدوء حتى لا تفكر بالهرب اذا علمت بخروجه
لكن تلك الافكار لم تكن لتهدأ عندما باتت الشمس على وشك المغيب دون ان تجد منه اي صوت

اخذت الافكار السوداء تتسلل الى عقلها ، ماذا لو قام بتصرف مجنون كأن يؤذي نفسه !
اتجهت نحو الباب تضربه بهدوء وهي تنادي باسمه ، وعندما طال انتظارها ولم يظهر اخذت تضرب الباب بقوة اكبر وهي تصرخ بهستيرية
ايرين : دونغهي .. اين انت ، افتح هذا الباب اللعين في الحال ، افتح الباب
بعد وقت قصير فتح الباب ببطئ ، نظرت اليه بلهفة وسرعان ما اتسعت عيناها مصدومة من مظهره الرث
كانت ملامحه شاحبة اللون ، عينيه الناعستين نصف مفتوحتين
قطرات متفرقة من العرق البارد تتصبب من جبينه يبلل خصلات شعره الطويلة
ازرار قميصه المفتوحة باهمال حتى منتصف صدره لتبرز عضلاته مبلله بالعرق يزيدها اثارة وبروده
لم يتركها تكمل تحديقها فيه براحة عندما ابتعد وهو يسعل بقوة فتبعته حتى ألقى جسده المنهك على الأريكة باهمال

جلست بجانبه ووضعت يدها على جبينه المحموم لتعاين حرارته
ايرين : يا الهي ، حرارتك مرتفعة للغاية !
امسك يدها التي على جبينه وانزلها بهدوء ثم غطى عينيه بارهاق
تكلم بتعب : ليس بالأمر الجلل ، سأتحسن بعد ان ارتاح قليلاً
ايرين : منذ متى وانت بهذه الحال ؟!

لم يجبها ، وعندما لم تجد منه الا الصمت ابعدت يده التي تغطي وجهه عن عينيه لتجده قد غط بالنوم ..
اسرعت الى المطبخ لتحضر كمادات الماء البارد ثم عادت اليه لتضعها علي جبينه ..
ثم اسرعت للبحث عن اي دواء خافض للحراره قد يفي بالغرض
بعد طول عناء في البحث عن دواء وجدته في احد خزائن المطبخ لكنها قررت صنع الطعام له اولاً لانه يجب عليه اخذ الدواء بعد تناول الطعام

حضرت الحساء وعادت به اليه ، وجدته لا يزال على حاله الذي تركته عليه
تأملت تلك الملامح الحادة بشكل بريء فيه تناقض مثير
جفناه المتعانقان بارهاقٍ تام ، شعره الكستنائي الذي يغفو على بشرته الحنطية بلطف
شفتاه الرقيقتان المتباعدتان بشكل بسيط لتسمحا لانفاسه المتعبة في العبور بينهما وتفاحة ادم ملكة مفاتنه .. سحره الخاص الذي يحلق بها الى عالمه ..

ضحكت بخفة على ذلك الصوت الخافت الذي عبر مع انفاسه ليوقظها من تأملها له
جلست في القرب منه دون ان ترمش عينيها ولو لمرة واحدة ، كأن هذه اللحظات الثمينة التي تقضيها بجانبه لن تتكرر
المرة الأولى التي يسمح لها بالتعمق في شؤونه ، رؤيته ينام بعفوية كطفل بريء
عينيه الخاليتين من الكحل الذي رغم جماليته الخاصة في عينيه بدونه يزداد برائة وطفوله
ملابسه غير المهندمة وصدره البارد ، لم تغب ادق تفاصيله عن عينيها اللتين تنظران اليه بشراهة .
ليس سوى حباً يغمرها بكل ما فيها ، اتجاه هذا الرجل الذي يبدو كالسراب !

" على قيد الحب "Where stories live. Discover now