Part 13

935 109 40
                                    

كانت هناك ؛ تقف خلفهما كالجسد بلا روح ، تحملق عينيها في الفراغ
يبدو الضياع جلياً في ملامحها بينما بالكاد كانت انفاسها تعبر جسدها
وهو الآخر عُقِد لسانه وخانته الكلمات ، للتو كان بكل جبروته وعظمته يتحدث
وفي لحظة واحدة انهارت قوته فوق رأسه لترتجف اطرافه بصمت بينما يحدق فيها
تكلم سونغمين بقلق : ايرين ، منذ متى وانتِ هنا ؟
رمشت بعينيها كأنها عثرت على نفسها بعد ذلك الضياع وابتسمت ..
تكلمت بصوت هادئ كالموت : منذ بعض الوقت ..

تقدمت بخطواتٍ بطيئة نحو دونغهي دون ان تلقي بالاً لسونغمين الذي كان يتحدث معها
كان يسألها عن حالها لكن عقلها كان قد توقف عن العمل ولا يعي ما يحدث حوله
كل حواسها كانت منصبة على ذلك الذي كان يقف بصمت ينظر اليها وهي تقترب منه
توقفت بعد ان لم تعد تفصلهما سوى خطوتين دون ان تبعد عينيها عن مقلتيه
تكلمت بهدوء : لقد خدعتني !
بصعوبة خرج صوته البائس : ايرين ..
لم يتمكن من اكمال جملته عندما هوت يدها على وجعه لتصفعه

وسرعان ما انهالت دموعها على وجنتيها التي بهت لونها
تكلمت بصراخ : لقد خدعتني ، اخبرتني انك تحبني بينما كنت تستغلني لتحقيق انتقامك
تباً لك دونغهي وتباً لي ؛ كيف صدقت ان رجلاً مثلك لازال يملك قلباً في جوفه يمكنه ان يحب !
كيف اعميت بصري عن حقيقة انك رجل عديم القلب خالٍ من المشاعر
هل انت راضٍ الان بعد ان حققت انتقامك اللعين ؟
هل انت سعيد بما يكفي بعد ان اخذتني من سونغمين ؟؟
ثم ماذا بعد ، انت لم تأخذني من سونغمين فحسب ؛ بل أخذتني من العالم كله ، اخذتني حتى من نفسي ..
كيف تمكنت من فعل ذلك ؛ كيف استطعت استغلال مشاعري وتحطيم قلبي دون ان يرف لك جفن ؟
وكيف اتقنت دورك جيداً حتى بدوت صادقاً في مشاعرك !

لم يجبها ؛ كان يستمع الى عتابها الحاد بصمت مستقبلاً ضربات كفها الصغير في صدره الرحب
حدث ما كان يخشاه ويحاذره ، كشفت كل الاعيبه القذره
وتحطم قلبها البريئ بين يديه وسيخسرها الان الى الأبد ..
لأنه لم يتمكن من السيطرة على جانبه المظلم ؛ لانه لم يتخلى عن انتقامه الأرعن خسر فتاة نادرة كزهرة الكاميليا الحمراء
فتاة لن تزهر في تاريخة سوى مرة واحدة فوتها للأبد ..

انقذه سونغمين من نوبة جنونها وغضبها عندما سحبها بعيداً عنه ليتركه تائهاً في ظلامه
يلعن حظه وجنونه ؛ يشتم حماقته ويرثي خسارته الجسيمة
يعلم جيداً انه تخطى الحب بمراحل وبات عاشقاً مدمناً
لكنه لضعفه وجهله لم يقوى على شرح ذلك الحب بالكلمات
لم يتمكن من التغلب على طبيعته الخرقاء ؛ بينما كان يأمل منها ان تفهمه كما فعلت سابقاً
كانت هي الوحيدة التي فهمت ما يخفيه خلف كلماته القاسية
وما يختبئ خلف سخريته وغضبه من مشاعر دافئة
لكنها تاهت خطاها هذه المرة عنه ؛ ولم تتمكن من ادراك ما يخفيه خلف تسلطه على اخيه خلف تظاهره الأهوج بخداعها انتقاماً من أخيه ..

" على قيد الحب "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن