Part 14

996 116 66
                                    

جلست على الأريكة البيضاء الواسعة بشيء من القلق والتوتر
تنهدت بضيق ولوت شفتيها وهي تنظر مجدداً الى مظهرها بذلك الفستان الأبيض الأنيق
ضحكت بسخرية وهي تحدث نفسها انها حمقاء بالفعل لتشعر بكل هذا التوتر في يوم زفافها ..
انه اليوم المنتظر الذي تحلم به كل فتاة ؛ ثم جميعهن يمررن بعاصفة هوجاء من القلق والارتباك .. !

دخل ذلك الرجل الوسيم ببدلته البيضاء الأنيقة وهو يبتسم بسعادة لجمال عروسه
فانتفضت من مكانها وهي تنظر حولها بقلق ، تكلمت بصوت اقرب الى الهمس : هل جننت ؛ ما الذي تفعله هنا ؟
اتسعت ابتسامته اللطيفة : أتيت لرؤية عروسي الجميلة
ايرين : لكن لا يجب ان يرى العريس عروسه قبل الزفاف لأن ذلك فال سيء لحياتهما ؛ غادر في الحال
هز كتفيه رافضاً : لن اذهب الى اي مكان ؛ ثم انك انهيت دراستك وفتحتي عيادة للطب النفسي ولازلت تصدقين تلك الخرافات !
كتفت يديها بحزم : ألن تغادر الان ؟
طبع قبلة رقيقة على يمين خدها ثم ابتعد ببطئ وهو يتظاهر بألمٍ في قلبه
تكلم بمرح : جمالك سيهلك قلبي ذات يوم ؛ لا اصدق انك قبلتي الزواج بي بعد عام كامل من التعب والرجاء
هذه اخر مرة أسمح لك بدفعي بعيداً ؛ بعد اليوم ستصبحين زوجتي ولن تتمكني من الابتعاد عني
ايرين تضحك : فقط غادر الان
سونغمين : اراك بعد قليل اميرتي ..

خرج لتجلس مجدداً بهدوء ؛ لقد مر عام بالفعل على تلك الحادثة
على الرغم من انها قررت نسيانه وانهاء كل شيء ، ورغم تظاهرها بأن كل شيء بحال جيدة
لازالت تشعر بالغربة في روحها ؛ وجزء مقفل من قلبها كبلته بمجموعة شائكة من الأصفاد لا يزال ينازع ليصل صوته الى عقلها
حتى الان لم تتجاوز أزمة حبها الذي ضاع في الماضي ؛ ولم تتغلب على حنينها الدفين لذلك الرجل ..
حتى اللحظة هي لاتزال تشعر بالنقص ؛ ينقصها هو بحضوره الاسر وحبه الجامح ..

عادت بذكرياتها لذلك اليوم الذي عاشا فيه تفاصيل حب وهمي ؛ لم يكن سوى يوم واحد فقط ، يوم كفيل بمحو كل ما فات من حياتها وتشتيت كل ما هو قادم من ايامها
يوم واحد ليجعلها ترتفع الى اقاصي السعادة وتختبر نعيم الجنة كأنها لم ترى بأساً قط. ..
يوم واحد اغدقها في الحزن وصلاها في لهيب الجحيم كأنها لم تدرك الفرح قط ..

انه هو ملك الوقت ؛ ملك البدايات والنهايات من جعلها تغيب عن العالم اجمع في عينيه
اعمى عينيها عما سواه واكف حواسها كلها عن غيره ..
سحبها الى دوامة الحياة ؛ واغرق مركبها في منتصف العاصفة .

كل ما حدث بعد ذلك تطاير كالغبار مع هواء الأيام
لم تعلم كيف تغلبت على ضعفها ونهضت من جديد ؛ او كيف تخطت خسارتها له
كيف عادت الى حياتها الروتينية كأنها لم تعرفه قط
عادت لتكمل دراستها وتخرجت من كليتها بتفوق ، استمرت علاقة الصداقة التي ربطتها مع سونغمين طويلاً
كل شيء عاد الى ما كان عليه قبل ان تراه عدا قلبها الذي عاث به فساداً
عاشت توهم نفسها انه لم يكن سوى كابوس عابر في ليلة قاحلة حالكة الظلام .

" على قيد الحب "Where stories live. Discover now