«الجزء الثالث»

213 18 7
                                    

____

أطلتْ الشمس بوجنتيها المُحمّرة وخصلات شعرها الذهبي المُتراقصة على هبّات الرياح اللطيفة ،وعلى ذلك استفاقتْ الملكة ماري من نومها لتدعك عينها بنعومة وتتفحص المكان حولها ،"لا أحد"همستْ بإمتعاض قابضةً كفها بقوة وترصّ بأسنانها بعضها على بعض.

تُحرك رأسها للجانبين على وتيرة مُتغيرة ،تهمسُ بخفوت كلماتٍ لا مغزى منها ،عقلها يستمرُ في سحبها للوراء حيث ذلكَ اليوم الذي سقطتْ على وجهها وألتصق بها القِناع.

في عُمر التاسعة وبضع شهور ،عائدة من اللعب خلف الجبال الشاهقة ،وفي الطريق هيَ رأت شجرة تحترق بأكملها مع بعض الصيحات بالقرب منها ،وكأي طفلة هيَ اقتربتْ بدافع الفضول ،وهُناك أنتهت ماري وترسون عندما أحترقتْ والدتها مع الشجرة.

كان بالجوار بعض الرجال والنساء ،طلبتْ المُساعدة وتوسلتْ لكنهم ساروا مُبتعدين شامتين بحالتها ،ماتت بأبشع الطرق.

____

في حديقة القصر الفسيحة تتنزه وتسقي شتلات أزهارها البيضاء التي أوشكتْ على الموت في غيابها ،صوتُ العصافير المُتعلقة فوق قِمم الأشجار توقعها في سِحر مُلكها الرحيب.

خطواتٍ مُسرعة قادمة من الخلف عكرتْ صفوها ثمّ أتاها نبأٌ مُثير للأهتمام ،"جلالة الملكة ،في المدينة سيدة تُدعى جيسيكا كالفين تمشي في الأنحاء وتستهين بأسمكِ".

حسنٌ هذا جيد بالنسبة لها ،ستتناول وجبة أخرى من نوعٍ ألذ رُبما ،ابتسمتْ قبلَ ان تترك دلو المياه في يد خادمتها وتأمر الحارس ،"أجلبها حالاً ،لا أطيقُ صبراً لرؤية جيسيكا".

ثمّ عادتْ إلى عرينها ،إلى عرشها الوسيع في انتظار السيدة جيسيكا.

____

«بِـلاد دمـوية»Where stories live. Discover now