«الجزء الخامس»

135 18 0
                                    

____

تسيرُ برفقة أربع خادمات وحارسين في الخلف مُغادرةً غُرفة التعذيب 'البهو' بعدما قضتْ على حياة أحد السُكان فقير الحال.

سمِعتْ من أحدهم أن هذا الرجل لهُ صلةً بالزوجين الذين تخلصتْ منهما قبل مُدة ،وسمِعت أيضاً أو أختلقتْ الأمر من تلقاء نفسها ،أنهُ أساء لها أمام حشدٍ من الناس وقد خطط للهجوم عليها.

تركتهُ بعدما تأكدتْ من رؤية لسانهُ منفصل عن جسدهُ وقد ألقتْ بهِ في زيت مغلي بيديها ،أمرتْ بأن يموت حرقاً ؛ولأنها لا تقوى على رؤية النيران غادرتْ المكان.

طلبتْ رؤية المدعوة جيسيكا كالفين ؛فالكثير يهذي عن ذكاءها وأنها ستكون وزيرة جيدة للملكة ،أرادت التحقق بنفسها.

بعدما عادتْ إلى عرشها قادوا الحراس جيسيكا ناحيتها ،على الرُغم بأنها لا تزال ترتدي الثياب نفسها منذُ أسبوعان وتبدو بحالة رثة للغاية ،إلا أنها لا تزال واثقة من نفسها.

"لقد مضتْ مُدة لم أراكِ فيها جيسي!"نطقتْ أسمها بروية لتبتسم جيسيكا وترفع حاجبيها ،"جيد لا زلتِ تذكرين أسمي".

الملكة تعلو وجهها ابتسامة ساخطة ،ودّ لو أن بإمكانها قتلها الآن لكن يجب عليها ضبطُ إنفعالاتها ،"يبدو انني لن أنساهُ سريعاً".

أجابتْ جيسيكا بوقاحة ،"هذا ما كُنت أقصدهُ ،أن ألتصق بذاكرتكِ".

استقامتْ الملكة ماري وتقدمتْ ناحيتها لا تستطيعُ صبراً مع هذهِ الوقحة ،ركلتْ ساقها لتُرغمها على الإنحناء ثمّ دفعتها فسقطتْ على الأرض جاثية ،أمسكتْ بشعرها ورفعتْ رأسها وجرّتها بقوة ،"لا أعلم إن كُنت أقوم بعملٍ جيد أم لا ،لكن أنتِ بلا شك ستنتهي حياتكِ غِداً".

بصقتْ على وجهها وأمرتْ بإعادتها إلى الزنزانة الضيقة مع الجرذان والحشرات ،ومشتْ إلى غُرفة نومها.

____

جلستْ أمام المرآة وخلفها خادمتها تُسرح شعرها البُندقي وتتحدث إليها عن أهم الأخبار في المدينة ،بعدما انتهتْ من ربط شعرها تقدمتْ إلى الملكة أكثر.

"جلالة الملكة ،هل ستقتلين جيسيكا اليوم؟"أومأتْ الملكة أنها فاعلة لتردف خادمتها بصوتٍ راجي ويلفهُ الحذر ،"لماذا جلالة الملكة؟".

"لابد أنكِ قد سمعتِ بذكاءها التي رُزقتْ بهِ ،لرُبما كان خيراً إن وضعتيها بمنصب الوزير"الملكة حدقتْ بعُمق في عين الخادمة طويلاً ،هيَ أهتزتْ عينها بفعل إرتباكها ولكن أردفتْ بهدوء.

"كُنتِ دائماً تتمنين شخصاً بمواصفاتها ،أرى انها مُناسبة ،أرى أنها ستكون سبب إزدهار دولتنا"تنهدتْ حينما انتهتْ من كلامها ،الملكة تُفكر حيال الأمر دون أن تُجيب.

"سأرى في ذلك ،إنني اؤمن برؤيتكِ حقاً هارلين"ابتسمتْ الملكة ماري لخادمتها العزيزة واستقامتْ لتُلقي نظرة حول حديقتها.

____

«بِـلاد دمـوية»Where stories live. Discover now