«الجزء السادس»

122 15 0
                                    

____

جُرّتْ كما تُجرّ الحيوانات أو أشد قساوة ،سمِعتْ أن حتفها قد أقترب فزاد توترها أكثر ،ليس هذا مُبتغاها.

نزلوا بها السلالم يجذبونها من يديها المُقيدة في سلاسل حديدية قوة ،لم يتركوا لها مجالاً لتُجاري خطواتهم وأصبحتْ ساقيها تحتك في الأرضية الصلبة مُسببةً أثاراً واضحة وآلام لجيسيكا.

"توقفوا"صُراخ قدمَ من مُقدمة البهو ،كان أحد الحُراس يجري خلفهم مُنذ مدة ،توقف حالما أقترب منهم وأخذ يلهث قبلَ أن ينطق ،"جلالة الملكة ماري ترغب في رؤيتها".

اتسعتْ زوايا شفتيها بابتسامة ثابتة ،حتى الحراس لاحظوا ابتسامتها وقد تعجبوا لأمرها ،للتو كانت مُتجهه لموتها والآن ستُعذب قبلاً ولا زالتْ تبتسم.

دخلوا بها إلى صالة الملكة المُخصصة في حمل عرشها ،وألقوا جثمان جيسيكا أمامها بعُنف ،"أتجرؤن على أذيتْ وزيرتي الجديدة جيسيكا كالفين!".

صدحَ صراخها الصالة وتردد على مسامع الجميع بدهشة ،الملكة ماري تجعل أحد أعدائها وزيراً؟.

خرّ الحُراس راكعين في آمل المُحافظة على ما تبقى من حياتهم ،جيسيكا تجمدتْ في مكانها دون أن تُبدي ردة فعل ،هيَ مصدومة كُلياً.

كانت تتمنى أنهاء الأمر ولكن لم تتوقع أن يكون الأمر بهذه السهولة!

تضاعف حملها التي ركنتهُ فوق كاهليها ،فالأمر لن يقتصر عليها فحسب ؛بل الشعب بأكملهِ.

____

جرى بسرعة يُسابق ضياء الشمس الذي قارب على الأختفاء وراء المدينة في نية السُبات.

يتلفت مراراً وتكراراً مع أدراكهِ مُسبقاً بأن هذه البقعة خالية من الحراس بالفعل ،دلفَ إلى ذلك المنزل المزدحم ،"جئتكم بالأنباء السارة".

أنبرَ مُبتهجاً لتُشرق وجيه رجال المدينة المجتمعون ،"لك ما طلبتْ ،أطرب مسامعنا".

"جيسيكا كالفين أصبحتْ الوزيرة الجديدة"أختفى صوتهُ في أخر الجملة ؛فقد صرخ الجميع مُستبشرين ،والقليل تبللتْ أوجههم بفعل الدموع المُنسابة براحة عليها.

ابتسمَ باتساع وأشار لأحدهم ،"أنت مدينٌ لي بما أطلب"قهقه الأخر وأجابهُ بأن طلباتهُ ستنفذ بالحال كما وعدهُ سابقاً.

طفلتهم المُدللة الآن في قلب المتاهة وحدها تُصراع الكثير ،في حين عائلتها الكبيرة تنتظر خروجها بفارغ الصبر ،هُم لم يُساعدونها لأنهم واثقون بأن البذرة المزروعة بحُب وأجتهاد لن تخيب أبداً.

إما إزهاراً عظيماً أو تجربة ثمينة في طيات الحياة.

____

«بِـلاد دمـوية»Where stories live. Discover now