«الجزء الرابع»

174 16 0
                                    

____

فتحَ باب متجرهُ البسيط وشرعَ في ترتيب بعض بضائعهِ أمام المتجر لكسب أنتباه المُشترين ،يصفُ بعضَ الأقمشة على الطاولة المستديرة أمام الباب وبعدما انتهى سحبَ كُرسيهُ بالقُرب منها.

يُمرّر بصرهُ على المارّة من حولهِ ينتظر جارهُ صاحب المتجر المُجاور له ،يحملُ في جُعبتهِ أخباراً لا يُطيق الصبر حتى يفشيها إليهِ.

وها قد جاء جارهُ يحملُ معهُ سِلال مملؤة بالطعام الشهي المصنوع بيد زوجتهِ العزيزة ،ألقى التحية أولاً وبدأ بأستفتاح متجرهُ.

بعدما انتهى وصلهُ صوت جارهِ ،"أسمعتَ أخر الأخبار؟"أومأ أن لا ليسترسل حينها صاحب متجر الأقمشة خافضاً من صوتهِ ،يلتفتُ يمنةً ويسرة يتأكد من خلو الطريق من أحد حراس الملكة.

"جيسيكا كالفين وصلتْ إلى الملكة ماري"شهقَ الجار وأتسعتْ حدقتيهِ ،يبدو أن الفرج دانيٍ بعد هذا الزمن الطويل.

سينتهي الظُلم ويتبدد العدل والسُلم والمُودة.

أحدهم في خطر مُقابل إسعاد الملايين من الناس ،ابقي شيئاً من مفهوم الإثار؟

____

طُرق الباب ثلاثاً ثمّ فُتِحَ ودلفَ منهُ حارسين يجرّون من تُدعى جيسيكا من ذراعيها ،هيَ تُقاوم بما تبقى لها من كبرياء وتنفض قبضتيهما عن ذراعيها ،"دعُوني أسير بمُفردي".

لوحتْ الملكة أن اتركوها فتراجع الحارسين إلى أماكنهما ،تقدمتْ جيسيكا بإتزان حتى وصلتْ إلى عرش الملكة ،انحنتْ بأحترام ،"مرحباً بكِ جيكي!".

"أولاً أدعى جيسيكا كالفين"نطقتْ كُل حرفٍ على حِدَة ثمّ أكملتْ بحنق ،"ثانياً شكراً لكِ على دعوتي المرموقة".

زفرتْ الملكة ماري ببطء كاضمةً غيظها من تمرد هذه المرأة وبعدَ دقائق أردفتْ ،"بماذا كُنتِ عني تفترين؟".

"وهل قول أنكِ ظالمةٌ وقاسية كان أفتراء؟"توجهتْ سيوف الحراس لرأسها ،الملكة بدأ وجهها يحمرّ ومُعدل تنفسها في ازدياد ،من الصعب عليها أن تُجاري ثقة جيسيكا ،"يجبُ أن تري الظُلم أولاً قبلَ ان تفتري على أحدهم!".

ابتسمتْ جيسيكا وفرقتْ شفاهها قاصدةً الرد بوقاحة ،لكن الملكة أمرتْ برميها في الزنزانة فوراً ،لسانها سليط وتملكُ الكثير من الدهاء والحكمة ،هذا ما تفتقرهُ الملكة تماماً من خِصالها.

لن تستطيع أن تردع كلماتها بثقة كما هيَ تفعل ؛لذلك ستكون الزنزانة حلاً مؤقتاً لمساعدة الملكة في جمع شِتات نفسها.

____

«بِـلاد دمـوية»Where stories live. Discover now