«الجزء السابع»

217 18 9
                                    

____

في غُرفتها الواسعة ،تقفُ أمام النافذة المُطلة على المدينة تنظر للحياة المُختلفة التي حلتْ مُنذ سبع شهور ،كُل شيء مُختلف.

أغمضتْ عينها باسترخاء وهيَ تسمع الضجيج في الخارج ،حالة طارئة تحدثُ في القصر وكم تمنتْ هذا الأمر من مُدة ليستْ قصيرة أبداً.

"سيدة جيسيكا ،الملكة ماري تحتضر وترغب في رؤيتكِ"صاحتْ أحد الخادمات بصوتٍ باكٍ ويديها مضمومتان لصدرها ترتعش بخوف.

استدارتْ جيسيكا وتقدمتْ لتلك الخادمة المُنهارة نسبياً ،وضعتْ يدها على كتفها ورسمتْ ابتسامة حانية على شفاهها ،"لا بأس كُل شيء على ما يُرام".

دلفت إلىْ غُرفة نوم الملكة ماري بعدما طلبتْ من الحراس والخدم الابتعاد عن الغُرفة بحُجة بعض الأمور السرية الخاصة بالمدينة.

الملكة ماري بعد القوة التي كانت عليها ،ها هيَ الآن تلتزم فراشها تتلوى بألم ويصعب عليها الحصول على بعض الهواء ،عيناها شاخصتان وصدرها يعلو ويهبط بعُنف.

"أنكِ جميلة للغاية اليوم جلالة الملكة ماري وترسون"ابتسمتْ تحت أنظار الملكة ماري المُتألمة ،"أن-تِ...؟".

"أجل ،أنا جيسيكا كالفين من تركتها تحت حُطام منزلي بعدما حرقتيهِ بمن فيهِ"جلستْ على طرف سرير الملكة وهيَ تُحدق بحنق فيها.

"أحرقتي عائلتي لسببٍ مجهول ،وحينما توسلتُ لكِ طالبتِ بصلبي وسط السوق للعبرة"ومسكتْ وجه الملكة ماري وأعتصرتْ وجنتيها بقوة تُصعب تنفسها أكثر.

"إن كان البشر بالنسبة لكِ دُمى قابلة للرمي ،فأنتِ مُجرد كائن قذر ويجب عليّ أن أتخلص منكُ"زادتْ الضغط على وجنتيها فأغمضتْ الملكة عينيها بقوة كردة فعل.

حركتْ أصبعها السبابة قليلاً إشارة لكونها تحتاج إلى قول بعض الأشياء ،ابتعدتْ جيسيكا مسافة تُمكنها من سماع همسها الواهن ،"أحس-نتِ ال-صن-ع".

"كُن-ت أحت-اج الم-وت في أق-رب و..."أرتفعَ صدرها بقوة وعادَ بجثمان فقط ،روحها عانقتْ السماء.

بقيتْ جيسيكا تُحدق في الملكة ماري الراحلة بعينين دامعتين ،ليس حُباً أو تعاطفاً ؛بل لأن الملكة ماري لم تغضب منها بل وأحبت ما قامتْ بهِ.

استقامتْ مُغادرةً تسحب قدميها بضعُف ،هيَ نالتْ مُبتغاها لكن ليس كما كانت تتمنى.

هرعَ الخادمات والحراس ناحية الملكة ،هُم أيضاً يُعانون من تلك المشاعر المُضطربة ،تمنى الجميع موتها منذُ زمن لكنهم لم يستمتعوا بقتلها أبداً ،كما كانت هيَ تفعل بشعبها.

أدركتْ جيسيكا عندها أن ما كان يُزهر في باطن الملكة ماري بذرة لبناتٍ خبيث ،مهما حدث هوَ لن يُنتج شيئاً طيباً.

____
أنتهتْ ،8:21ص

«بِـلاد دمـوية»Where stories live. Discover now