١٣؛ صَديقينْ وخطُ دَماءْ.

4.5K 469 541
                                    

السلامُ عليكنّ صغيرات أومّاه 💖

كيف حالكنّ؟

هديّة توأم روحي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

هديّة توأم روحي.

_

صمتت دهرًا وتحدثت كُفرًا. والآن بالذات رغِب لو أنه بها مُلحد، وبعقيدة حبها كافر! رغب لو أنه يلعن ذاتها الإلهيّة ويسُب - بكل ما يُحسه من مرارة علقمية - شخصها والحب المتجسد فيها. ولو أن يذهب العالم للجحيم واللعنة.

أموات على قيد الحياة أو ميتون تحت الطلب، يعيشيون بأرواح ممزقة وأعين داكنة تستتر فيها الدموع حتى تنسكب أخيرًا وتسقي خدودهم لتُنبت فوقها وشومًا تعلن ملكية الحزن لهم. وبراثن الألم على أجسادهم صكوك احتكار.

خاصمت السعادة أنفسهم وسلكت مسالك غير مسالكهم ودروبًا لا يلتقون فيها. كشعاعين يندفعان بعزم في ذات الاتجاه، يتوازيان ولا يتقاطعان ولن يكتب لهما التقاطع بيوم.

لم أكن آدم، لذلك لن تكوني أبدًا حواء.

روحه بدت كعقب سيجارة، ازمهر فيها اللهب، وانتشلت الحياة لحظات من عمرها لتنزوي في النهاية مستكينة في طرف المنفضة تشارك أخرياتٍ نفس المصير بعدما خبت وانطفأ نورها.

وعلى غرارها، انطفأ هو منذ أمد وخفت شُعلته عن الأنظار. ثم طأطأ رأسه يستمع - وحده - لبكاء قلب لم يمَلّ البكاء بعد. ولو بكاها لآلآف أعوام أخرى فلن يمل بكاءها ورثاء روحه وإياها والوقوف طويلًا أمام نعش جنين حبهما غير مكتمل النمو.

الشجاعة في مواقف كتلك - التي تنطفئ فيها الروح - أن يظل المرء شامخًا؛ فمجرد الوقوف على قدميك يحتاج لقوة.

قوة مهولة ومخيفة لتكون بالقدر الكافي الذي يمكنك من الصمود أمام التيارات العاتية. ووقف هو، وظلّ واقفًا، وخُيل له أنه يقف أمام قبره، يشيع نفسه بدموعه. فبعدما منحتهُ الحياة قلبًا، انتشلت خفقاته.

حوّلت زاوية بصرها كاملة لتحتويه بين مقلتيها. رغبت لو تشهد انكساره ولو أن ترى عيناه الدامية. ودّت أن تشهد على مسحة الحزن وهي تخيم على وجهه.

بِيكَاسّو || A war of bloodWhere stories live. Discover now