C H A P T E R | 8

1.1K 104 3
                                    

قرأة مُمتِعَة.
____________

ابعدتْ نظرها عنه بخنق ليردف :
- لكنها أتت اليوم و تنتظرك بقاعة الزيارات..

عادت تنظر له غير مصدقة ما سمعته، لقد أتت ستراها اخيرا، شبه ابتسامة ارتسمت على وجهها ليرتاح و يأخذ بيدها خارج الغرفة، سلّمها لجبريالا لتصتحبها و كلما اقتربت.. خقق قلبها اقوى، طَالت المسافة فجأة، كثرت الطُرقات و القاعات، الوقت متوقف والمسافة تزيد لا تَقل ..
فُتح باب القاعة لتجدها تجلس بآخرها، السيدة الحسناء... والدتها.

لم تكن وحدها، سيسيليا و فلوريانا كانا معها... تغيرت ملامحها، مُتعبة و شاحبة، جسدها أصبح هَزيل. شعرها الاشقر اصبح اقصر و أخف..

لم تتماسك أكثر، لم تتحمل رؤية أُمها الحسناءَ بتلك الحالةِ، إنعَقد حاجبيها بحُزن و تقَوست شفتاها مبتسمة بحزن لتقول لأول مرة و بصوت مسموع للجميع :
- أمى..

التفتت والدتها لتنظر لها، بكت... وضعت يدها على فمها غير مصدقة أخيرا قد رأت صغيرتها بعد عام، اقتربت منها أخيرًا لتأخُذها بحضنها بقوة، خرجت شهقة منها مُغمضة عينيها مُستمتعة بذلك العناق الدافئ الذى لم يحظى كلاهما عليه منذ عام، عام بدون رؤية والدتها كل صباح، عام بدون عنَاق دافئ، بدون تذمُر عن فعل خاطئ فعلته ابنتها.. فلدة كبدها، عام بدون نصائح والدتها الغالية بعالمِ الموضة، عام بدون تناول طعامها الشهى الذى له طعمٍ آخر.

ابتعدت قليلا لينقض شقيقتاها عليها يضموها بحُب لتغمض عيناها مستمتعة بتلك اللحظة العائلية، أما بالنسبة له هو لم يصدق ما يراه، لقد تحدثت فور رؤيتها لوالدتها، عدم زيارة والدتها لها كل تلك الفترةِ جعله يظُن أن هُناك مُشكلة بَينهم و ربما هى السبب بوجودها هُنا لكن الآن تغيرت وجهة نظره تمامًا، قرر الابتعاد كليا بعد أن قاطعهم :
- سأعود قريبًا لأخُذها.

جلست مقابلة لثُلاثاهن و والدتها تقابلها ببسمة هادئة لتُبادلها لتردف سيسيليا :
- هذه أول مرة تتحدث بها إيميرالد منذ دخولها هُنا يا أُماه.. معجزة..

قالت بنبرة مرحة كالعادة لتنظر إيميرالد للاسفل، لقد كشفت نفسها أمام ذلك الطبيب المُتعجرف و لا تعلم كيف ستكون أول مواجهة بينهم بعد ذهاب عائلتها..

عادت تنظر لوالدتها لتهمس بصوت متحشرج :
- هل تُسامحيننى؟!

ربتت والدتها على وجنتها قبل أن تسحب كفها الابيض و تُقبله :
- ليس خطائكِ با إبنتى، توقفى عن لَوم نفسك..

أومئت بصمت محاولة تجاهل شعور الندم بداخلها.

- ألن تعودى إيميرالد، أمى لا تريد العودة للمنزل بدونك، طبيبك أخبرنا أن ليس هُناك أى تحسن بحالتكِ، أنتِ قوية إيميرالد و ستستطيعى تخطى كُل شئ.

الحالة ٧٠٧ | case 707 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن