C H A P T E R | 17

971 82 4
                                    


- ماذا تَفعل هُنا ؟
قُلت حين أقتربنا من الأريكة بهَمس لينهض و علي وَجهه بَسمة بلهاء و يُمسك بباقة ورود صَفراء.. حقًا!

- كَيف حالك!؟
سأل بَعد أن جلسنا و جلست انا مُقابلة له.

- ماذا تَرى!
سخرت أنا و قلبت عيناي ليتحمحم :
- لَم أقصد.. لم أُصدق أنكِ هُنا عندما تحدثت مع فلوريانا.. فكان هاتفكِ مُلغق ،حاولت تتكتم علي الأمر لكنني أصريت..

أبتسم بوَهن ثم أكمل :
- فقَبل أي شئ.. كُنتِ أفضل صَديقة لدي.

أبتسمت له كَذلك و لا أنكر أنني أشتقت له، فهو لديه حِس فُكاهي و يَهتم بالطرَف الآخر و لا أعلم ماذا حَدث بيننا حقًا. أنتهت الزيارة و أخذت منه الزهور سَعيدة بها كَثيرًا.
بينما أُفرغها علي الطاولة بجانب فراشى وجدت بطاقة بخَطِه لأبتسم
' أتمني أن تنال أزهار التوليب إعجابك'
كدت أُرجعها مكانها لكن وَقع عيني علي بطاقة أُخرى

' ترددت قَبل أن أترك لكِ الهَدية البَسيطة المُلصقة بالباقة لكن عندما رأيت حالتُكِ قررت تركها'

عَقدت حاجباي بينما أُمسك بكيس صغير شفاف و مُغلف ولا أعلم ما به.. تركت الزهور و بدأت فَتحه بحرص.

٢٠من أكتوبر ٢٠٠٩ | شارع أنجلو أوليفيري

أغلق ضلفة خزانته ليظهر إنعكاسه بالمرآة و يمشط شعره البني بأصابعه، التفّ ليسحب ساعته من الكومود بجانب سريره و يرتديها بيده اليُسري.

دلف لمطبخه الذي لم يكُن مُرتبًا لحد كبير لكن قد يسمح له بعمل كوب من الشاي ،أعدّ كوبه الساخن و توجه لحديقته الخلفية البسيطة يحتسيه بهدوء و مازال يُفكر بها منذ أستيقاظه.

قرر عدم الذهاب لعمله اليوم و يأخذ راحة من كُل شئ، ليسَ و كأن المَصحة ليس بها غيرها، فلديه الكَثير من الحالات و المَرضي المُرفّهين.. لكنه يَشعر بالتَعب الجسدي و الإرهاق.

دائما كان الشخص العملي العلمي الذي يأخذ بالاسباب فقط، لا يدخل المشاعر بالعمل و لا مشاعره مع حالاته و طالما كان ذلك المبدأ الأول بكلية طب النفس، لا تتعاطف!

لتأتي ذات الأعين الزرقاء و تغير كل هذا، لن ينكر أن منذ أن أخذ حالتها و قد كسبت بقلبهِ بعض التعاطف نحوها . يعلم جيدًا أن لا شئ تقوله او تفعله ليس مقصود و قد يكون أصعب الحالات المريضة، أكثرهم حرصًا و ذكاء و لكن في بَعض الأحيان لا تَحسِب ما تَقول و تتصرف بشفافية و عَفوية و يبدو الأمر غريبًا لحالة مُصابة للإكتئاب الذهاني.

رن هاتفه لبخرجه من شروده و يرى اسم فلوريانا ستايلز ينير شاشته، عقد حاجبيه بإنزعاج علي غير دراية بما يجب عليه قوله لها.

الحالة ٧٠٧ | case 707 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن