- ماذا تَفعل هُنا ؟
قُلت حين أقتربنا من الأريكة بهَمس لينهض و علي وَجهه بَسمة بلهاء و يُمسك بباقة ورود صَفراء.. حقًا!- كَيف حالك!؟
سأل بَعد أن جلسنا و جلست انا مُقابلة له.- ماذا تَرى!
سخرت أنا و قلبت عيناي ليتحمحم :
- لَم أقصد.. لم أُصدق أنكِ هُنا عندما تحدثت مع فلوريانا.. فكان هاتفكِ مُلغق ،حاولت تتكتم علي الأمر لكنني أصريت..أبتسم بوَهن ثم أكمل :
- فقَبل أي شئ.. كُنتِ أفضل صَديقة لدي.أبتسمت له كَذلك و لا أنكر أنني أشتقت له، فهو لديه حِس فُكاهي و يَهتم بالطرَف الآخر و لا أعلم ماذا حَدث بيننا حقًا. أنتهت الزيارة و أخذت منه الزهور سَعيدة بها كَثيرًا.
بينما أُفرغها علي الطاولة بجانب فراشى وجدت بطاقة بخَطِه لأبتسم
' أتمني أن تنال أزهار التوليب إعجابك'
كدت أُرجعها مكانها لكن وَقع عيني علي بطاقة أُخرى' ترددت قَبل أن أترك لكِ الهَدية البَسيطة المُلصقة بالباقة لكن عندما رأيت حالتُكِ قررت تركها'
عَقدت حاجباي بينما أُمسك بكيس صغير شفاف و مُغلف ولا أعلم ما به.. تركت الزهور و بدأت فَتحه بحرص.
٢٠من أكتوبر ٢٠٠٩ | شارع أنجلو أوليفيري
أغلق ضلفة خزانته ليظهر إنعكاسه بالمرآة و يمشط شعره البني بأصابعه، التفّ ليسحب ساعته من الكومود بجانب سريره و يرتديها بيده اليُسري.
دلف لمطبخه الذي لم يكُن مُرتبًا لحد كبير لكن قد يسمح له بعمل كوب من الشاي ،أعدّ كوبه الساخن و توجه لحديقته الخلفية البسيطة يحتسيه بهدوء و مازال يُفكر بها منذ أستيقاظه.
قرر عدم الذهاب لعمله اليوم و يأخذ راحة من كُل شئ، ليسَ و كأن المَصحة ليس بها غيرها، فلديه الكَثير من الحالات و المَرضي المُرفّهين.. لكنه يَشعر بالتَعب الجسدي و الإرهاق.
دائما كان الشخص العملي العلمي الذي يأخذ بالاسباب فقط، لا يدخل المشاعر بالعمل و لا مشاعره مع حالاته و طالما كان ذلك المبدأ الأول بكلية طب النفس، لا تتعاطف!
لتأتي ذات الأعين الزرقاء و تغير كل هذا، لن ينكر أن منذ أن أخذ حالتها و قد كسبت بقلبهِ بعض التعاطف نحوها . يعلم جيدًا أن لا شئ تقوله او تفعله ليس مقصود و قد يكون أصعب الحالات المريضة، أكثرهم حرصًا و ذكاء و لكن في بَعض الأحيان لا تَحسِب ما تَقول و تتصرف بشفافية و عَفوية و يبدو الأمر غريبًا لحالة مُصابة للإكتئاب الذهاني.
رن هاتفه لبخرجه من شروده و يرى اسم فلوريانا ستايلز ينير شاشته، عقد حاجبيه بإنزعاج علي غير دراية بما يجب عليه قوله لها.
أنت تقرأ
الحالة ٧٠٧ | case 707
Fanfictionسَدلَ الليلُ ظُلماتِه.. حالِك كحَالي ، تُداعب الأمواجُ قَدماي لا أُفرقُ لونها الذي يعكِسُ كُحل السماء فَوقي، تُذَكرني بأول ليلة كُنا بها معًا بلا قيُودٍ ، تمامًا كالأمواجِ التي يَقذفُها البَحر علي الشَط بوَتيرة غِير مُنتظمة كدَقاتِ قلوبَنا وقتِها. و...