البارت 2

2.6K 100 12
                                    

. سيف:ها اين هما؟ هل عثرت عليهما؟
الدكتور:نعم للاسف
سيف بخوف:للاسف؟ هل هل هما على قيد الحياه؟!
(اخبره الدكتور بالامر فصدم صدمه كبيره وبكى بكاء يقطع القلوب وحاول القيام لكنه سقط ولم يهدا الا بعد ان اعطاه الطبيب ابره مهدئه ارخت اعصابه)
(في اليوم التالي اصطحبه الطبيب لرؤية ابنته بعد الحاح شديد منه ... فوجدها مستلقيه على السرير  فاسرع اليها على كرسيه وبلهفه قال): ابنتي ..ابنتي هدى.. كيف حالك يابنتي
هدى بتحسس:من؟ ابي؟ الاب:نعم ياعزيزتي انا اباكي هدى : مابك ياابي تطفئ الاضواء؟المكان مظلم جدا اطلب منهم ارجوك ان يضيئو المكان..انا اخاف من العتمه ..لا اريد ان اعيش ف الظلام .. ارجوك (نزلت الكلمات على قلبه كقطع فحم احرقته والهبت صدره ... وبكى بكاء مريرا)
هدى:ابي؟هيا افتح الاضواء ياابي لا احتمل الظلام
الاب بدموع منهمره:اهدأي يابنتي.. اهدأي يااغلى مااملك ارجوك لا تفعلي هذا
هدى:لِمَ اهدا؟ انت تعلم اني اخاف من الظلمه ان كان هذا مقلبا فلا تطله ياابي انا خائفه خائفه (ونزلت تحت الفراش تبكي بشده) (امر الطبيب الممرضات ان يعطوها منوّم ...والاب قلبه متقطع عليها ومنهمر في بحر دموعه اللامنتهيه... والافظع من هذا هو المصير الذي تلقته زوجته .. فلسوء حظها كانت من ضمن الذين تقطعو داخل الطياره... والاب لايعلم كيف سيخبر ابنته فهي تحب امها حبا كبيرا... ▪
《حينها كنت اشعر بالخوف الشديد لم اكن اعلم هل اصبت بالعمى حقا ام ان الاضواء مطفيه...كان لدي امل بانها كذلك ..لم اكن اريد التفكير حتى بالامر... منذ صغري وانا اهاب الظلام ... حتى انني انام وضوء الغرفه مفتوح... لم اكن اعلم اهذه لعنه اصابت بيتنا السعيد ام ان القدر شاء!!...لا اظن ان الله يريد ان يفعل بي سوءا ...امي دائما تقول لي ان الله رحيم بعباده ... اجل ماذا كان هذا؟...لابد ان هناك شيئا جيدا سيحدث لي...ربما هي امي التي كنت اظنها على قيد الحياه وانها الشمعه التي ستنير عتمتي... لكن للاسف حتى الشمعه...قد انطفأت》
(مر اسبوع على هذا الحادث الفظيع ولقد علمت هدى بحقيقة امرها ومع تشجيع والدها لها خف المها وخوفها قليلا الا ان قلقها على امها كان يزداد يوما بعد يوم حين تسال اباها ويتلعثم بالجواب ثم يصمت) هدى:ابي.. ارجوك هذه المره ..اخبرني كيف حال امي؟ احقا هي تجري عمليه كما تقول؟
الاب: ن نعم يابنتي... انا لا اكذب عليكي ... مافي الامر ان الطبيب قال لابد ان تذهب لاداء العمليه بدول اوروبيه لضمان نجاحها ان شاء الله
هدى بفزع: وهل اصابتها خطيره لهذا الحد
الاب بارتباك: نعم..ء لا لا اقصد لا ..تابع
هدى:ابي!! اريد ان ارى اقصد اسمع صوتها
الاب:لالا...الطبيب لا يسمح لاحد بالدخول عليها الا الممرضات ..لذا لن نستطيع الذهاب
هدى بحزن:شفاكي الله ياامي الحبيبه
(حزن حزنا شديدا وكان هموم العالم قد انطبقت فوق قلبه ... ماذا سيحدث لهذه المسكينه عندما تعلم)
▪《استطاع ابي حينها ان يخدعني..او ربما يقنعني بان امي تجري عمليه بالخارج... وبث شعاع الامل داخل قلبي الذي تحطم فيما بعد》
هدى:ابي! هل ساستطيع الرؤيه ثانية؟
الاب:نعم نعم ياحبيبتي ...فانا لن ادعكي هكذا.. الا تعلمين بان الطب تطور وتقدم كثيرا واصبح هناك علاجا لكل داء باذن الله ... فلا تقلقي ابداا
هدى بتنهد:نعم ..اتمنى ذلك (وهكذا مضت احوالهم في المستشفى ... الى ان تحسن سيف وخرج اخيرا هو وابنته ... عاد للمنزل ... عاد وقد تحول منزل السعاده الذي كان الى وحش كئيب ..كئيب مظلم عديم الحياه بائس.. فالام هي روح المنزل وروح الحياه وهاقد .. توقفت الحياه.)
(ذهب سيف برفقة هدى الى طبيب عيون لعل اللعنه التي اصابت افراد البيت ان تذهب) (بعد الكشف علي عيناها قال الطبيب مبتسما لهدى): ستتحسنين ان شاء الله (وعندما همو بالخروج قال الطبيب لوالد هدى): اريدك بكلمه من فضلك..وحدك (اخرج الاب ابنته في قاعة الانتظار ثم عاد للطبيب)
الطبيب: انا اسف لهذا...لكن ابنتك لن تستطيع الرؤيه مجددا.. لم اشأ ان اخبرها بالامر فهذا سئ على صحتها.. بالرغم من كل ماتوصل له الطب الا انه توقف امام حالة ابنتك... انا اسف حقا.. حاول ان تكون شجاعا ولا تجعلها تشعر بالحزن ابدا .. الامر صعب عليها ... وعليك ايضا لكن ماباليد حيله ... اصبر لعل الله يحدث بعد ذلك امرا
الاب بحزن عميق: قدر الله وماشاء فعل.. قدر الله وماشاء فعل
(فمسح دموعه وخرج لابنته وهو صامت وذهبا للبيت)
هدى بحاولة امل:ابي..لا باس ياابي.. لقد اعتدت على الظلمه.. لاتحزن..اعلم انني لن استطيع الرؤيه ثانية..انا لست حزينه كثيرا ... فعندما تعود امي ستنير حياتي وتبدل ظلمتي.. انا ادعو الله في كل صلاتي ان تقوم امي من عمليتها بافضل حال💖.. (حاول الاب السيطرة على نفسه ثم قال مواسيا لها): لاياعزيزتي...صدقيني لن ادعك هكذا ابدا حتى لو اضطررت ان ابيع كل مااملك
《كنت اعلم حينها ان هذا الحماس مؤقت وماان اذهب لاكثر من طبيب والنتيجة واحده حتى يتحول هذا الحماس والبركان المشتعل الى مجرد بقايا حمم منطفئه... الظلام شي فظيع لم اتحمله وانا ابنة الخامسة عشر... لكن الواقع فرض علي التحمل》
(تدور الايام ووالد هدى يذهب لعمله ذو العشر ساعات ويترك ابنته الضريره رغما عنه ... يضع حولها كل ماقد تحتاجه وياتي كل يوم يجدها نائمه ودمعتها على خدها... بعد عدة ايام من هذه المأساه قال سيف محدثا نفسه: ماذا اصابني؟ هل تحجر قلبي ام اصبحت عديم الاحساس؟اترك فلذة كبدي وهي عمياء كل هذا الوقت وحيده؟ لابد انني جننت حقا.. لكن ماذا افعل وانا مضطر لهذا... يجب ان اجد حلا... هل اجلب خادمه ترعاها؟..الخادمات لسن بقدر كاف من الامانه لاترك ابنتي معهن .. وايضا انا لااملك نقودا كافيه لدفع رواتب لها... هل اتزوج؟ ربما هو الحل الانسب في ظل هذه الظروف القاتمه... ساتزوج امراه غنيه لترعى ابنتي الوحيده ... كل هذا لاجلك يابنتي الحبيبه.
انتهى البارت الثاني

مذكرات عمياء Where stories live. Discover now