اخيرا..هدى ابنتي!!

1.4K 73 6
                                    

البارت العاشر
وصلو اخير الى البلد المراد... وصلو بعد معاناة كبيره بين المفتشين والازدحام وصعوبة السير بعمياء وعجوز...
شعر امير بتحرر اخيرا وتفكك من القيد الذي كان يلاحقه... تخلص من السلاسل التي كانت تكبل عنقه وتقضي على نشوة حياته
دخلو للمطعم الذي كان امامهم ليسالوه عن اقرب وارخص فندق..فدلوهم على احدهم وذهبو له ...وبعد مدة استراحه نزلو الى المستشفى التي ستعالج امه...اعطاهم نصف المبلغ والباقي بعد العمليه...قالو ان العمليه ستُجرى بعد ساعة.
---------
عند والد هدى
بعد ان فشلت الشرطه في السيطره على امير والامساك به...استقل اول طائره لتلك البلاد وحده... اول مكان ذهب اليه هو مطعم صديقه
سيف بتعب:كيف حالك
خالد(صديق سيف وصاحب المطعم):مابك ياسيف.. لم جئت مره اخرى..الم تغادر منذ بضعة ايام وتعود لبلدك
سيف بحزن:لقد وجدت مصيبة تنتظرني هناك
خالد بتفاجئ:مصيبه!! ماذا حدث!!
سيف:المراه التي تزوجتها مثلما اخبرتك ... اعلمت هدى بحقيقة امها فركضت خارج البيت واختطفها لص وهو الان هنا
خالد: لا حول ولا قوة الا بالله...(حاول ان يهدأه ويطمأنه قليلا فقال):لا تحزن ياصديقي..مادام هذا اللص هنا فلابد انه سيجد مكانا امنا ليخفي ابنتك... سنفتش في كل الاماكن المزدريه لعلنا نجده... انا معك ولن اتركك ابدا..لطالما ساعدتني وها انا جاهز ومستعد لمساعدتك ومساندتك... اخبرني هل هو وحده ...وهل تعلم متى جاء؟!... فمطعمنا كما تعلم بالقرب من المطار ربما رآه احد العاملين هنا
سيف:اظنه وصل قبل ٤ساعات او اقل... معه امه امراه كبيره بالسن وابنتي هدى ترتدي نظاره سوداء (كما اخبرته مديرة المدرسه)
خالد:اجلس الان هنا واستريح... سأسال العاملين ان كانو رأو احدا بهذه المواصفات... سيأتيك الطعام..كله ارجوك ولا تقلق )جلس يدعي مهموما حزينا.:ماذا اصابنا؟!! اي عين تلك التي حسدتنا وألمّت بنا كل هذه المصائب..انا لا اصدق بعد ان زوجتي قد ماتت... الامر صعب علي واصعب على هدى...انا متفهم ماقامت به واسف لها فما حدث كان بسببي وسبب تلك الشيطانه التي ءأتمنتها على بيتي وابنتي...آآه كم ان الدنيا قاسيه.. بين ليلة وضحاها... تتقلب الاحوال)
(بعد قليل جاء صديقه خالد يزف اليه بشرى ساره):سيف سيف!!... قال احد العمال ان امير هذا قد جاء وبرفقته امه وهدى ليساله عن فندق رخيص وقريب من هنا... فدلوه على فندق النور... هيا قم لنذهب (نهض بسرعه من مكانه وذهبا معا الى حيث يوجد الفندق) سيف بلهفه:مرحبا سيدي..هل نزل عندكم ضيف يدعى امير
الاستقبال:لحظه من فضلك(واخذ يدير اوراقه ليبحث من بينها اسم امير...وبالفعل وجد الاسم):انه في الطابق الثاني الغرفه رقم عشرون!   لكنه ليس موجودا.
سيف بخيبة امل:واين هو!؟
:لا نعلم سيدي...لكنه نزل منذ ساعه تقريبا ومعه اهله... ربما يعود بعد قليل
خالد:حسنا شكرا لك (اتكأ سيف على الدرج وعيناه تدمعان من الحزن)خالد:لا تحزن...انهما هنا...لقد اقتربنا منهما... تعالى لننتظر امام الغرفه..حتى لو جلسنا على الارض حتى يعودو
سيف:اخاف ان يصيبها مكروه
خالد:قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا... اين شجاعتك ياسيف.. عهدتك اقوى من ذلك.. (صعدا الدرج ... وامام الغرفه جلسا ينتظران) (مرت الساعة تلو الاخرى والارهاق قد بدا على وجه سيف...في الساعه الرابعه من الانتظار كان قد نام دون ان يشعر اما خالد فقد ذهب يتفقد احوال المطعم..) (عاد امير برفقة هدى.. فوجد شخصا غريبا نائما امام الغرفه) امير باستغراب:ماهذا؟!!
هدى:ما الامر ياعم امير
امير:هناك شخصا ما نائما امام الغرفه
هدى:اطلب الحراس ياخذوه لعله متسول او ماشابه
(نادى على الحراس لياخذوه وعندما همو لايقاظه ..رن جواله...)
《ماذا!!! انها رنة ابي!!..نعم لقد كانت كذلك... كانت رنة ابي التي اعرفها جيدا... لقد انتفض قلبي حينها واحسست بسعادة تغمرني...فنطقت بتلقائيه):ابي!!! انه ابي (فاق سيف من نومه على صوت ابنته وصوت رنة جواله...لقد كان خالد هو المتصل..لايهم الان من المتصل..المهم ان هدى امامه الان..هدى ابنته تقف امام عينيه!!!)سيف ببكاء:هدى ابنتي  (انتبه امير لما يحدث فدفه وبسرعه اخذها ودخل الغرفه ثم اغلق الباب):لااااا لن ادعك تاخذها
هدى باستغراب:مابك ياعم امير!! انه ابي.. ماذا تفعل
انفجر امير وبصراخ قال :اعلم انه اباك... ولعلمك انا لست العم امير بل انا امييير اللص السارق الهارب من العداله...لن اعيييدك له حتى يدفع الفديه   (سارق!! سارق!! سارق!! نزلت الكلمات على آذانها كصاعقه كبرى.. فقالت بدموع منكسره محاولةً الفهم): ماذا يعني هذا!!! هل خدعت عمياء طوال هذه الفتره!! هل اختطفت ضريره!! هل ضحكت علي ومثلت الرجل الطيب الحنون!! هل تمزح!
امير بشده:انا لا امزح...وانت ايها الاب بالخارج ان لم تدفع الفديه ساقتل ابنتك حالا وامام عينيك (انهمرت دموعها بالبكاء حسرة على نفسها... الكل يخدعها ويضحك عليها.. الكل..تمنت الموت على هذه اللحظه)
(كسر الباب فجأة ودخل سيف بسرعه بعد ان كلم الشرطه... اخذ امير سكينا كان يحمله ووضعه على عنق هدى وقال مهددا):ادفع خمسة عشر الفا لتضمن حياة ابنتك
الاب بترجي:ارجود لا تفعل...انها ابنتي الوحيده.. ارجوك يابني اتركها... اعدك انني ساساعدك وساترافعك عنك واضمنك اذا مااحتجت ذلك... لا تتهور ارجوك
امير:ومن سيضمن لي حياة امي!! اهو انت!! انا لست شخصا سيئا..الحياة جعلتني هكذا...جعلتني قاسيا.. اريد المال لمعالجة امي..امي التي ربتني وسهرت على راحتي وخدمتني ثلاث وعشرون عاما..الا استطيع الان ان اخدمها ربع خدمتها لي!! الا استطيع ان انقذها وانجيها من الموت!! حتى وان كنت فقيرا حافي القدمين متشقق اليدين سارق ولص وهارب من العداله ساساعدها باي شكل كان....
الاب:اعلم انك شخص جيد ...لكن ابنتي لا شأن لها... اعدها لي سليمه وانا ساساعدك.. اقسم لك اني ساساعدك حقا
(خرجت هدى عن صمتها وقالت بحزن شديد):اعلم ماتشعر به...لكن حالتك ليست اسوأ من حالة عمياء كانت تنتظر امها لتمدها بالضياء...ليست اسوأ من حالة عمياء خدعها الجميع.. حتى اقرب الناس اليها.. خدعها وتركها متمسكة بامل زائف... تركها وحيده ولم يخبرها بالحقيقه المره
الاب:لم يستطع ماتسميه مخادعا ان يكسر قلب فلذة كبده...ويحطم الامل في داخلها
هدى:ليته تحطم فقط...بل تهشم وتكسر الى الاف القطع التي لايستطيع اي دواء شفاؤه...لقد بات معدوما
امير:لست هنا لاسمع اوجاعكم...وان لم تعطني شيكا بالمبلغ لن ادع ابنتك حيه اكثر من دقيقه  (وشد السكين على رقبتها فتأوهت ... وبلمح البصر دخلت الشرطه وحاصرت المكان وقبضت على امير!!!)
امير محاولا الفرار: اتركوووني...اتركوني.. انتم ظالمووون ظالمون... اتركوني اذهب لامي ... اطمأن عليها... ان نجحت عمليتها فخذوني...  (وبدات دموعه تنهار امام الجميع..وبكاؤه يزداد)  (احتضن الاب ابنته في مشهد مؤثر...لم تنسى هدى معاملة امير وامه لها...لقد كانو لطفاء!!)   هدى:ابي دعهم يعطونه فرصه...لقد جلست معهم مده طويله ولم اجد منهم الا الطيب والخير... كانو يعاملونني بلطف وامه كانت حنونه علي..وانا اشعر بما يشعر به
(ضم الاب ابنته في حنيه وقال ببكاء): حمدالله على سلامكت ياابنتي العزيزه
(همت الشركه باخراج امير ... تلقى اتصالا هاتفيا  : مرحبا انت السيد امير
امير:نعم مالامر :امك طلبت رؤيتك الان ) (اغلق الهاتف وقال مترجيا الشرطي بدموع منهمره):ارجوك ايها الشرطي..ارجوك..دعني اذهب لاراها واعدك اني ساعود واسلم نفسي لكم
الشرطي بحده:ماذا تظن نفسك
امير بدموع:امي تحتاجني الان... حقا لا اكذب هذه المره ساعود..اقسم لك اني ساعود💔
انتهى البارت العاشر

مذكرات عمياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن