درسا في الاخلاق

1.3K 77 11
                                    

البارت الحادي عشر
  امير بدموع:امي تحتاجني الان... حقا لا اكذب هذه المره ساعود..اقسم لك اني ساعود
هدى:انه صادق... اسمح له سيدي ولتطمئن دع حارسا يذهب معه (بعد عدة محاولات)
الشرطي:امهلك خمس ساعات فقط لا اكثر... اذهب ومعك احد الحراس...
امير بامتنان:شكرااا شكرا لك  (اخذه الحارس الى المستشفى...وهناك)
تقدم امير وقبل راس امه :ستكونين بخير ياامي...تحلي بالشجاعه ..انتي قويه..اقوى من اي مرض
الام بصعوبة تنفس:لا تكابر ياولدي..الموت حق...اعلم اني على وشك الرحيل...كن رجلا طيبا حتى اموت وانا مطمئنه عليك... لا ادري من اين لك بالمال لكنك كنت نِعم الابن البار...
امير ببكاء:لا تقولي هذا ياامي..لقد حاربت العالم لاجلك..لاجل ان تقومي وتنهضي مثل سابق عهدك... قومي يامي ...لا تتركيني وحيدا تعيسا
(قالت وهي تلتقط انفاسها الاخيره):احبك ياولدي..ف..فكن صالحا (ثم.....ماتت!!) (صرخ امير صرخة كبيره ثم سقط باكيا ):اميييي!!! لماذا يامي لماذاااا
(قضى امير برفقة الحارس الخمس ساعات المقرره عليه ف المستشفى ودفع المال لتغسيل امه ودفنها....اما الان فواجب عليه تسليم نفسه قبل حتى ان يحضر الدفن... ذهب امير بالحارس الى مكان خال وضربه بحجر على راسه فخر مغما عليه....وهرب) (في الاثناء كانت هدى تشارك اباها وجبة او ربما مائده في مطعم خالد احتفالا بسلامتها...تلقت اتصالا بهروب امير وموت امه فقالت بحزن): رحمكِ الله لقد كنتِ طيبة القلب وحنونه... اعانك الله يا ع..امير.. مع اني حزينه على فعلتك... 《لم اكن اعلم شخصية امير بعد..هل هو الطيب الذي ساقته الظروف لفعل ذلك... ام انه الشرير الذي يتفنن في خداع الجميع... حقا كنتُ في حيرة...حزينه عليه وف الوقت ذاته غاضبه منه... قلت لابي دعنا نذهب للمستشفى لعله عاد لاجل امه... فتركتُ ابي يسلم على صديقه واتكأتُ على عصاي اتقدمه.. واليكم ماحدث》 (خرجت هدى من المطعم...كانت حائره تائهه تفكر فيما فعله امير..ونسيت نفسها... استوقفها صوت صراخ ابيها): هدىىىىىى!!!! توقفييييي!!!
:هدى!!! توقفييي!!! (قبل ان يكمل كلامه ... صدمتها سياره مسررعه !! فسقطت والدم خلفها يجري نهرا💔):لاااا ابنتي..لماذا يحدث هذا معييي (وبصراخ): لماذااااااا
(تجمع الناس حول هدى وابيها... طلبو الاسعاف وبسرعه تم نقلها للمستشفى!) (بعد مرور بضع ساعات)خرج الطبيب
الاب بخوف كبير: م ماذا اصابها...هل..هي.. بخير!!!؟
الطبيب: اصيبت بكسور في الظهر والقدم... تستطيع رؤيتها
(دخل لها اباها...كانت مغمضة العينين.. فجلس ارضا ومسك يدها وهو يبكي): كل مايحدث بسببي...انا اسف...لقد عانيتي اشد عناء... انتي صغيره على كل هذا... ان حدث لك مكروه ف..فساموت خلفك 💔 .. ارجوك افتحي عينيك... افتحي عينيك يا عزيزتي!! (ثم وضع وجهه على يدها وهو يبكي... بعد عدة دقائق.. فتحت عينيها): هدى!! هل انتي بخير!! هل انتي بخير ياابنتي!! (كانت هدى تحلق في السقف باستغراب... ثم تلفتت حولها وقالت بفرحه): ابي!!...انا .. انا... انا اراك
فزع من مكانه وقال: حقا...حقا
هدى:نعم... اراك ياابي...انت ترتدي قميصا بني...وبنطالا اسود...صحيح!!
《كانت هذه اسعد لحظات حياتي...لم اكن اصدق انني ارى...ارى ابي يقف امامي..ارى الغرفة والوانها...ارى كل شي ..يالسعادتي الغامره.. شعرت بان قلبي سينط خارج غلافه ليرقص امام الجميع...وفرحة ابي وبكاؤه وسجوده شكرا لله كانت اشد من فرحتي...هلل وكاد ان يرقص هو الاخر... خرج خارج الغرفه واعطى كل من يقابله مبلغا من المال تصدقا لله... كنت سعيده.. سعيده كالطير المحلق في السماء... البصر نعمه عظيمه..اعظم من اي شي.. لايعرف معناها الا من فقدها》
مر اسبوع على هذا النبأ الرائع
والشرطه تبحث عن امير الذي نقض وعده والمطالب هنا وفي وطنه
كان امير قد غادر هذه البلاد وفضل ان يعاقب على ارضه...لقد اصبح خبيرا في التزوير والزوغان من الشرطه... عاد امير وسلّم نفسه هناك بعد ان اعاد ماتبقى معه من مال الى الشرطه ليعيدوها لاصحابها... لم ينقض وعده... فالرجل رجل حتى وان داركته الظروف
قضت هدى بعض الوقت في المستشفى ثم سُمِح لها بالخروج ... فعادت هي وابيها الى منزلهما من جديد
علم سيف فيما بعد ان موعد قضية النطق في تهمة امير بعد عدة ايام
________
مر الوقت سريعا وجاء موعد النطق
في المحكمه
القاضي:الا يوجد من يدافع عنك ايها المتهم
امير:ان معي ربي سيهدين
القاضي:الا تريد ان تقول شيئا
امير:كل مايحكم به ربي فانا راض به
القاضي:اذاً سنحكم في قضيتك بناء على هذه الاوراق
القاضي:حكمت المحكمه على المتهم امير ب... (قاطعه دخول المحامي سيف واينته هدى قائلا): من قال بانه لا يوجد محامي للضعفاء... انا هنا ياسيدي...محامي امير. (تفاجأ امير عندما رآهما... ولم يصظق مايحدث)
القاضي:قل ماعندك
المحامي: سيدي القاضي تأمل معي قوله تعالى ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)) صدق الله العظيم.... هذا مافعله امير...الابن الوحيد لامه...امه التي قضى عليها الموت...كان في عز شبابه لم يفعل مثل الاخرين ويقضي وقته بين الملاهي والمراقص... لقد كان شابا جيدا.. لكنه...فقير... عندما مرضت امه التي كانت تعيله قرر هو العمل.. فلم يوفق في اي عمل. رفضته كل الشركات لمنظره البالي وحاله البائس...لم تعلم ان وراء كل هذا انسان عظيم...فلم ييأس وفعل كل مافي مقدرته...حتى اشتد المرض على امه ولزمت الفراش...ف وَزَّهُ الشيطان الى السرقه... لمعالجة امه ... ياسيدي القاضي انا احدثك عن شاب بات نادرا في هذا العالم...احدثك عن انسان طاهر ونقي واقولها لك وبملئ فمي انه حاله انسانيه فريده.. ليس خطأه انه ولد فقيرا.. الفقراء هم اشد الناس جمالا ورقه... لا يحتاج قولي الى دليل فيكفي انه اعاد ماتبقى منه من مال الى اصحابه ولم يفكر الهرب بهم الى اي مكان بل عاد هو بنفسه وسلم نفسه للشرطه...
ارجو منك ياسيدي قرارا عادلا منصفا للانسان ...ومرضيا للرحمان
(فاجهش امير بالبكاء تأثرا من هذا الخُلُق العظيم...بعد كل مافعله معه جاء ليدافع عنه!!!؟.....اثر هذا الموقف في نفسه كثيرا واعطاه املا بعدما كان قد فقده... لقد اعطاه درسا في الاخلاق!!)

مذكرات عمياء Where stories live. Discover now