-الفصلُ الخامس- "دُميتي الباكية"

4.3K 267 761
                                    

5

الكثير من التضحيات التي لا تأتي في محلها تذهب مع مهب الريح.. وكأنها لم تكن يوماً ، إن لم تعطي نفسك لشخص يستحق فلن يتألم غيرك، لا تستطيع السير ضد العاصفة ولكن يمكنك مجاراتها، لذا نعم لا تستطيع الوقوف في وجه الخيانة، لكن يمكنك العيش حتماً، تنسى وتتجاهل.. ثم تتحول لريشة خفيفه تطير مع العاصفة برقصة جميلة.. لتختفي بعدها.

بلاك.

...

(حدث ما كان يخشاه الطفل تماماً ، تجاهله صديقه الجديد في المدرسة، وكأنهما لم يكونا معاً لعدة أشهر، رجع كما كان.. لنقطة الصفر، وكأنهما لم يتقدما أي خطوة معاً ، يخيم الصمت عليه وتحوم حوله هالة مخيفه غريبة تمنع الاطفال من الاقتراب منه، لم يكلف الاول نفسه عناء المحاولة مجدداً، هل يا تُرى سئم منه؟ أم أنه خائف من والد الآخر وتهديده؟ وحده هو من يعلم، لانه لن يخبرنا بالاجابة ، لكنه بدلاً عن هذا عاد لبعض أصدقائه القُدامى، وتجاهل وجود الآخر الغير واضح بالفعل إثر هدوئه وانطوائه على نفسه.

مضت الكثير من الأيام إنها ثلاثة أسابيع بدون أي كلمة بين الطرفين، لا نظرة ولا ابتسامه، وكأن القدر يقف في صف فراقهما أيضاً بحيث لم يصادف وان التقيا ولو بالخطأ، كل منهما يلزم مساحة معينه لا يقترب منها الآخر ، لكن كانت تلك الفترة هي فترة الاختبارات لذا الجميع مشغولين والوقت مشى سريعاً،

لذا ميونغ أيضاً انشغلت كثيراً بالدراسة ولم تراهما الا متفرقين في مراتٍ قليلة لذا لم تشتبه بأي شيء، لكن بعد أن انتهت الاختبارات هي متفرغه تماماً للعب واللهو وتضييع ساعات يومها تلعب مع اصدقائها أحدث الألعاب بواسطة أجهزتها، لكنها سرعان ما اكتشفت ذلك بسبب تجاهل الاول لأسئلتها حول الآخر وعدم لعبه أو خروجه معه، لذا اتجهت للآخر باحثةً عنه في أروقة المدرسة، وجدتة بعد عناءٍ وتمنت لو لم تفعل.

يقف حوله ثلاثة أطفال يكبرونه في السن قليلاً، يحيطون به ليغلقوا عليه كل منفذ للهرب، يمسك أحدهم بدفترٍ للرسم، يمزق صفحاته امام صاحبه الذي ينزل عينيه على الارض صامتاً !

يدفعه الاثنين الآخرين ضد الخزائن خلفه، بعد ان انتهى الثالث من تمزيق دفتر الرسم وتناثرت الصفحات المظلمة والتي تحتوي جميعها على لوني الأبيض والأسود فحسب، دفع الطفل عن طريقه وفتح خزانته ليفسد ما بقي فيها بدم بارد، وضحكاتٍ مرتفعه يتبادلها مع صديقيه، أكملوا تمزيق دفاتره ثم انتبه أحدهم على مسّاحات اللوح المليئة بالطباشير والتي يغلبها البياض، رفعها وضربها ببعضها فوق رأس من يجلس على الارض طأطأ رأسه ويشد على كفيه بدون أي ردت فعل.

دمى الماريونيتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن