حياة جديدة

80 12 3
                                    


انقشعت الظلمة ، وأشرق نور الصباح !
توردت الزهيرات بالحب والأمل !
وعناق الضباب كان دافئا !

__________________________

مرت الأيام وهي لاتزال حبيسة ذلك المنزل الضبابي ، تحسنت صحتها ، وتماثلت قدمها وذراعها للشفاء ، كان يزورها من وقت لآخر ليطمئن عليها ، ويداوي جروحها ، استعادت قوتها من جديد بفضله ، لكنه لم يشبع فضولها في معرفة هويته وسر ذلك المكان الضبابي وكأنه في السماء !

كانت فوق سريرها كالعادة ، هناك فقط تستطيع الحركة بطبيعية وتستطيع التحكم بجسدها ، لذلك كانت لا تبرحه ، بعد تفكير عميق ، وملل من وضعها المتكرر كل يوم ، قررت معرفة أصل الأمر ، تابعت قراءة تلك القصة التي بين يديها ، وهي تنتظر قدومه مثل كل مرة !

بعد لحظات طرق الباب بهدوء ، لتسمح له بالدخول ، تقدم نحوها ثم جلس على الكرسي المقابل لها ، أثناء ذلك كانت تراقبه بتركيز ، محاولة ادراك السر في كونه يتحرك دون أن يقع أو يفقد توازنه كما حدث معها أول مرة ...

توسد الكرسي بارتياح ، ثم تنحنح قائلا :

"كيف حالكِ اليوم !
كيف أصبحت صحتك ، وما أخبار ذراعك وقدمك ؟ "

ابتسمت له ثم أدرفت قائلة :

"لقد تحسنت كثييرا ، كما أنني لم أعد أشعر بألم بهما "

بادلها الابتسام ثم هتف مجيبا :

"الحمد لله على سلامتك ، أتمنى أن تكون الأخيرة "

نظرت نحوه وهي تتأمل ملامحه ، بامتنان قالت :

"شكرا لكَ سيدي ، لقد نجوت من موت محتم بفضلك "

رد عليها بحنان :

"لا داعي للشكر ، المهم أنكِ بخير الآن "

رفعت عينيها ، كانت ستتحدث لكنها تراجعت في النهاية ، أومأ برأسه محفزا وهو ينتظر ماستقوله ، بحرج متردد قالت :

"سيدي لقد مر أسبوعان وأنا أجهل ماهية هذا المكان ، كل شيء فيه غريب ، وحتى أنت !
كما أنني أريد العودة من حيث أتيت لكن ليست لدي فكرة عن كيفية ذلك ، أنا بالكاد أستطيع ضبط حركتي فوق هذا السرير فحسب !"

انحنى بجسده نحو الأمام ، وهو يتأمل ومضة التساؤل بعينيها الحائرتين ، ثم أجابها :

"أنتِ محقة في كلامك ، كما أنه من حقك معرفة ذلك ، لكن أولا أريد معرفة من تكونين ، وماسبب كل تلك الجروح بجسدك ! "

تنحنحت بحرج ، ثم اعتدلت في جلستها ، بعيون دامعة تحدثت :

"اسمي نينار ، ابلغ من العمر ثمانية عشر سنة ، في الحقيقة حياتي كانت جد عادية من قبل ، الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم ، أما عن هذه الجروح ، فأنا أتذكر أنني كنت في غابة كبيرة وهناك هاجمني قطيع ذئاب وقد كان معي حصاني فقط "

الحياة في السماء Where stories live. Discover now