حلم !

43 10 0
                                    

رغم لمعان الأشياء في أعيننا ،
الا اننا مرغمون على الانصياع لولع الحنين أحيانا !

                 ______________________

تأقلمت نينار مع حياتها الجديدة في السماء ، أصبحت تخرج وتستكشف عوالم تلك الأرض بنفسها ،  عندما يكون زين منشغلا ، تصطحب حصانها ، ثم تبدأ رحلة الاكتشاف ، اصبحت صديقة الأطفال تلاعبهم غالب الأحيان ، وتساعد كل من بحاجة للمساعدة ، لتكسب مودة ومحبة قلوب الناس ، كانت تقطف الورود وتهتم بالحيوانات ، كانت رفيقة ومؤنسة لكل حزين وبائس ، تواري ألمها خلف ضحكاتها وابتساماتها ، توطدت العلاقة بينها وبين زين ، أصبحا صديقين مقربين لا يكاد يتركها بمفردها الا في بعض الأحيان ، يشبع فضولها في معرفة أسرار المكان ، وتغرقه بأحاديثها العفوية الشيقة ...

                   ______________________

استيقظ زين من نومه ، ثم جهز نفسه وانطلق نحو منزلها لتناول الفطور بصحبتها كما أصبحا يفعلان كل مرة ....

كانت مستلقية على ذاك السرير الخارق كما سمته ، وهي تغط في نوم عميق ...

كان الجو ماطرا ، والسماء في غضب وهي ترسل رعدها وبرقها ، كانت تجري بضياع بثياب بالية ، وجسدها قد ملأته الجروح والكدمات ، كانت تبكي بقهر وهي تشق طريقها داخل ادغال تلك الغابة الموحشة ...

دوى صراخ في مسامعها ، استدارت بهلع وهي تلمح أخاها يركض خلفها وهو ينادي باسمها ، كانت تشعر بمشاعر متضاربة ، لمحت زين امامها في صورة مشرقة وهو يحثها على التقدم ، اما صراخ اخيها يجرها نحو الأسفل في صورة مرعبة ، كانت تصرخ باسم زين وهي تتألم لرؤية أخيها بشكل رث ومثير للشفقة ، لمحت والدتها مرمية على الأرض تنهش جثتها الذئاب ، لكنها لم ترى والدها ، صرخت باسم والدتها واخيها حتى كادت تتقطع حبالها الصوتية ، لكن فجأة اختفى زين من أمامها ، فلمحت قطيع ذئاب ينقض عليها ، اغمضت عينيها بخوف وهلع ، وهي تصرخ بأعلى صوتها ...

انتفضت من نومها على اثر صرختها الاخيرة ، وهي تتصبب عرقا وصدرها يعلو ويهبط من فرط جزعها ...

كان زين قد وصل نحو المنزل الذي تمكث به ، كما طرق الباب عدة مرات لكنها لم تجب ، لكن وهو يحاول فهم كيفية احتمال خروجها وهي لم تخبره بالأمر ، انتفض من أفكاره على وقع صرختها العالية ، ليقتحم الباب بكل قوته ، اتجه نحو غرفتها ليجدها باهتة الملامح وخائفة العيون ... 

اتجه نحوها بخوف وصدمة من منظرها ذاك ، وهو يضمها نحو صدره محاولا تهدئتها ، فور رؤيتها له أطلقت العنان لدموعها وهي تتشبت بصدره وتنتحب ، قطع صوت انفاسها المتسارعة قائلا :

"لا بأس عزيزتي ، لقد زال الان ، انه كابوس فحسب ، اهدئي انا هنا معكِ "

افرجت شفتيها المرتجفتين وهي تلفظ بصعوبة :

الحياة في السماء Where stories live. Discover now