تفاصيل في السماء !

97 10 0
                                    


أطياف دافئة ..!
سباحة ضبابية .!
وحب سماوي ... !
ثم فضاء شاسع ... !

________________________

بعد معاناة طويلة مع ضبط توازنها ، طوال الطريق نحو الإسطبل كانت تتساءل عن كل شيء تراه أمامها ، لكنها كانت تساؤلات بينها وبين نفسها فحسب ،أحست لوهلة أنها تثقل عليه بكثرة أسئلتها ، لذلك احتفظت بها لمناسبة أخرى ، ماكان يهمها لحظتها هو رؤية حصانها "أكتولجالي"

وصلا أخيرا الى منشودهما ، لمحت الإسطبل شفافي الجدران وناصع اللمعان ، كانت هناك مجموعة من الأحصنة به ، شدها المنظر كثيرا ، تأملت كل ركن به ، وهي تتفحص عظمته وهو يطفو هو الآخر فوق السحب ، وكأنه يحلق بالأحصنة في صورة مبهرة خيالية ...

توقف زين فور ولوجهما نحو الداخل ، افلت يدها وهو يخاطب صاحب الإسطبل الذي بدى متعجبا من الفتاة الغريبة التي ترافق السيد "زين" ، لكنه لم يتمكن من اشباع فضوله ، حيث أمره بإحضارحصانها الأبيض ، أما هي فقد كانت واقفة لا تتحرك أمام هول ماتراه ، بدى لها كل شيء مختلفا ويعجز عقلها الصغير من استيعاب كل ذلك ....

تطلع زين نحوها ، وهو يكتم ضحكته على نظرتها البلهاء تلك ، هتف ملفتا انتباهها :

"هي أنتِ !
تعالي الى هنا ، الحصان آتٍ بعد قليل "

انشلتها كلماته من أفكارها ، لتنطلق نحوه بتلقائية ، لكنها احست ان الأمر صعب وهو لايمسك بها ، اغمضت عينيها بشدة وهي تتخيل فقدانها التوازن من جديد ، لكن حاولت جاهدة الاسترخاء علها تتمكن من الحركة لوحدها ، بدت متناقضة في تصرفاتها ، تسترخي تارة ، وتشد على اطرافها تارة ...

بعد محاولة التوازن والحركة لوحدها ، تمكنت أخيرا من التقدم نحوه بخطى خائفة ، لكنه كان محفزا لها بنظراته المشجعة وضحكته التي تجعلها تنسى كل مايدور حولها عندما يضحك

قطعت حبل أفكارها كلماته وهو يقول :

"أحسنتِ ، انكِ تتأقلمين مع العيش هنا "

بادلته الابتسام بود وامتنان ، اقترب صاحب الإسطبل منهما وهو يجر الحصان خلفه بشموخ ، التفت نحوهما لتلمح الحصان شديد النقاوة ، ناصع البياض ، تجمعت بلؤلؤتيها العبرات وشريط ذكرى ذلك اليوم المشؤوم يمر أمامها بأبشع المشاهد ، نسيت كونها في السماء ، كما نسيت معاناتها في الحركة فوق الغيوم ، فركضت بشوق نحو حصانها الذي بدت نظرته متوسلة حانية ، فرحة خائفة ، عانقت عنقه بكل قوتها ، بكت وانتحبت وأطلقت العنان لدموعها المكبوتة ، انسحب صاحب الإسطبل ، ليظل زين يحدق بها بأسى ، أما هي فكانت في صراع بين فرحتها بحصانها ، وألم تذكرها كل ماحدث ...

همست له بضعف محاولة ايقاف انتحابها وهي تربت على ظهره :

"أكتولجالي ، حصاني الوفي ، احمد الله أنك لا تزال بخير ، أنت كل ما تبقى لي ... "

الحياة في السماء Where stories live. Discover now